يحدث فى مصر، ثعبان فى غرفة الغسيل الكلوى، ثعبان يتحرك أمام المرضى، ثعبان فى أهم مستشفى للتأمين الصحى فى مصر، ثعبان يظهر من وقت لآخر أمام مئات المرضى المترددين على الغسيل الكلوى بمدينة نصر، وأصبح المريض أمام قاعدة ثابتة وهى تحدى الألم وتحدى عناء الانتظار وتحدى ظهور الثعابين من وقت لآخر، فقط أملاً فى الشفاء.
السؤال، هل انقلبت الوزارة رأسا على عقب، بعد تلك الجريمة فى حق المريض؟، هل شكل الوزير لجان تفتيش؟، هل اتخذ قرارا بإقالة مدير المستشفى أو إحالتهم للمحاكمة التأديبية؟، هل حقق فى الأسباب التى أدت إلى تفشى الإهمال لدرجة تصل إلى حد انتشار الثعابين بين أجهزة الغسيل الكلوى؟
كل تلك الأسئلة لن تجد لها إجابة فى قاموس الروتين الحكومى والفساد «المعشش» فى المصالح المختلفة، جريمة كهذه بأركانها المختلفة لا يجب أن تمر دون أن يحاسب فيها وزير الصحة بصفته المسؤول الأول عن حياة المواطن المصرى، الوزير الذى قطع العهد على نفسه وهو يؤدى القسم ان يكون خداما للشعب وأن يلبى طلبات واحتياجات المواطن البسيط الفقير.
ظهور ثعبان مدينة نصر دليل كبير على الإهمال الجسيم الذى وصلت اليه حال المستشفيات الحكومية، بل والمستشفيات النموذجية منها باعتبار أن مستشفى مدينة نصر هو الأكبر بين كل مستشفيات التأمين على مستوى الجمهورية، ويضرب أى أفكار جديدة عن تطوير منظومة التأمين الصحى وتوفير الرعاية الكاملة للمواطن.
نتيجة الثعبان النهائية هى أن الشارع سينشغل بالواقعة لمدة 10 أيام على الأقل مثلما انشغل من قبل فى فبراير الماضى بتصريحات الوزيرة السابقة مها الرباط عن «هش» القطط من المستشفيات الحكومية وعدم تصويرها، ليعود الحال كما هو عليه «وترجع ريما لعادتها القديمة» من استمرار الإهمال والتراكم فى المشاكل الإدارية المختلفة، ناهيك عن الأخطاء الطبية المتكررة بشكل يومى التى لا يسلط عليها الضوء إلا فى حالات الوفاة.
مصر بحاجة لمنظومة صحية كاملة أساسها راحة المواطن المصرى وتوفير الرعاية، النهاية.. «هو مريض الكلى هيلاقيها من التعب والبهدلة ولا من ثعابين المستشفيات؟».
هل تسمعونا؟