فى الوقت الذى بدأ العالم فيه مذعوراً من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وسيطرته على مساحات واسعة فى العراق وسوريا وانتشار الدواعش المماثلة فى نيجيريا (بوكو حرام) وغيرها من دول العالم، ظل العالم نفسه صامتا عاجزاً فاتراً أمام دواعش الصهاينة الذين يواصلون إبادة الشعب الفلسطينى دون رحمة.
للأسف أصبح العالم مرعوباً مذعوراً من دواعش العراق والشام لقيامهم بقتل العباد وترويع الآمنين فى كل مكان وبيع النساء علنى فى المزاد، أما دواعش الصهاينة فقد تسترت عليهم دول العالم أجمع وكأن دواعش الصهاينة يقتلون جرذانا ويطهرون غزة وفلسطين من وباء ويعطفون على الأطفال ولايدفنوهم تحت الركام ولايشعلون النار فى القلوب قبل إشعالها فى البيوت، لماذا جعلت الدول الكبرى من دواعش العراق والشام شياطين يسفكون الدماء ليل نهار؟، واستثنت دواعش الصهاينة من هذه الجريمة دون أن تدرك أن السكوت على دواعش الصهاينة يزيد دواعش الشام استبداداً وتقتيلاً وتنكيلاً وفتكاً بالبشر، فقد أدى غض البصر عن أفعال الصهاينة إلى إكساب دواعش العراق مزيداً من التعاطف فى ظل الانبطاح الذى تعيشه الأوطان وفساد السياسات وغياب الحقائق وزرع الطائفية والعنصرية فى القلوب كبديل لحب الأوطان والعيش فى سلام.
أوجه الشبه بين دواعش الشام ودواعش الصهاينة أن كلاهما صناعة أمريكية أوروبية بامتياز مع اختلاف المنهج الدراسى والآلات والمعدات المستخدمة فى إزهاق الأرواح فالأولى لاتتوانى عن قطع الرؤوس وكأنها تذبح دجاجا على الغذاء فى محكمة عبثية، القول الفصل فيها لكبير الدواعش وكأنه الإله المنزه عن كل نقص، محكمة بلا دفاع أو استئناف أو رحمة من الرحمن أو عفو أو صفح عن المتهمين أو الأخذ بأيديهم إلى البر والصلاح، محكمة يدفع فيها الإنسان رأسه لكبير الدواعش إذا أخطاء فى معرفة عدد ركعات الصلوات نتيجة الخوف والترويع من غلظة الأتباع، أما دواعش الصهاينة فيقتلون بالريموت كنترول عبر الطائرات التى صنعها الغرب، ويدفنون الأطفال تحت الركام وكأن شيئا لم يكن، فالمدرسة الأوروبية والأمريكية لم تكتف بتعليم الدواعش هنا وهناك، بل قدمت لهم السلاح واحتضنتهم فى أرضها ثم أرسلتهم لبلادنا وكأنهم فى بعثات لقتل البشرية وتفكيك الأوطان الإسلامية، وترويع العباد ومن يحاول من الدواعش أن يغره الانتصار ويتجاوز الحدود المرسومة له يتم ضربه بالطيران كما تفعل أمريكا الآن مع دواعش العراق لحماية آبار البترول وليس إنقاذا لحياة الناس من الإرهاب.
أوجه الشبه بين دواعش الدولة الإسلامية فى العراق وسوريا ودواعش الصهاينة أن كلاهما أعمى البصيرة، يتخذ من الجهل طريقاً للحياة، متعصب لايعرف سوف الحجود ولايرى سوى نفسه، يعتقد أنه يسير على الطريق القويم وكل الناس من حوله مخطئون كافرون يستحقون العقاب، كلاهما يظن أنه أحق بالحياة والأولى بالقيادة والاستيلاء على البلاد والعباد، وأنه وكيل الإله فى الأرض يفعل ما يشاء دون رادع أو عقاب، كلاهما سادى يتلذذ بعذاب الآخرين يستمتع برؤية الدماء، يحول العقيدة من عبادة وطريقا للبناء والعيش فى رخاء إلى أده للهدم وترويع العباد.
لم يكن لهذه الدواعش أن تظهر وتتنشر فى العالم كانتشار النار فى الهشيم لولا الاستبداد والفساد وسوء الإدارات وغباء الحكومات وفئوية وعنصرية القائمين على الأنظمة فى الدول الإسلامية، وخير دليل على ذلك لانجد دواعش فى أمريكا أو أوروبا بالرغم أن الإحصائيات تؤكد أن عددا كبيرا من جنود دواعش بلاد الشام قادمون من أوروبا، فلماذا لم يفكروا فى تحقيق مآربهم هناك ولماذ اختاروا الدول العربية والإسلامية لتحقيق أحلامهم، قد يكون هذا الاختيار نتيجة صنيعة وتوجيه المخابرات العالمية، ولكن الأهم من ذلك أن الأنظمة هناك قائمة على العدل والنظام وإحقاق الحقوق للشعوب بغض النظر عن الديانة والملة، لذلك لم يجدوا الأرض خصبة هناك لتحقيق أحلامهم وتطبيق أفكارهم، أما لدينا فالحكم قائم على الفئوية والطائفية والعنصرية فإذا حكم الشيعة يتم إزهاق السنة والعكس إلا من رحم ربى واذا حكم التيار الإسلامى تباح أرواح الليبراليين وإذا حكم الليبراليين وتستباح حياة الإسلاميين وهكذا وكأن الأوطان لدينا لا تستوعب سوى فصيل واحد ولا تعرف التعددية.
يجب أن يكون موقف العالم موحد تجاه كل الدواعش للقضاء على الأشرار وقطاع الرؤوس وقاتلى البشر فى كل مكان وألا يكون هناك استثناء فى الموت وإلا سيظهر المزيد من الدواعش فى حالة التخلص من داعش الشام والعراق طالما ظل العالم الغربى يصدر لنا دواعش حسب الاحتياجات والمصالح وظلت البيئة لدينا خصبة للاحتضان الدواعش، ولكن أخطر ما يواجهه الإسلام فى ظل انتشار الدواعش مسلم جاهل يتعصب لجاهله بأفعاله يشوه صورة الإسلام الحقيقى ويجعل العالم يظن أن هذا هو الإسلام فيصبح الإسلام فى دائرة الاتهام وهو البرىء الوحيد من كل الاتهامات.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
samir
مقاربة مهمة جدا