أهم خبر يثير الجدل والاحتقان فى البيوت المصرية الآن يتعلق بالعام الدراسى الجديد، إلغاء إجازة يوم السبت وزيادة المصروفات المدرسية، فإلغاء الإجازة ارتفع بضغط الدم فى رؤوس الأمهات، ربما أكثر من الآباء، لأنهن المسئولات عمليا عن ملف الأبناء والعام الدراسى والدروس الخصوصية وتدبير الموارد لسد عجز الموازنة داخل البيت والعبور بالأبناء والعام الدراسى إلى بر الأمان.
هذا الجهد الفظيع تخطط له الأمهات بالدقيقة والثانية والجنيه عبر دراسة وافية للاحتياجات ووضع خطط للجمعيات والقروض الصغيرة، وكيفية إجراء التباديل والتوافيق حول الدروس الخصوصية ومجموعات التقوية، وفى قلب هذا التخطيط المركزى لا مجال للقرارات العشوائية أو الارتجال، لأن إلغاء اليوم الإجازة معناه مصاريف جديدة ودروس جديدة وإجهاد جديد فى المواصلات، وإرباك لكل البرنامج الذى تضعه الأمهات للنجاة من الغرق فى إعصار العام الدراسى طوال فترة الإجازة الصيفية، وهى أمور لا أدرى هل يشعر بها وزير التعليم أم لا، لكنه سيكون أول من ينكوى بنار الغضب، غضب أولياء الأمور حال اتخاذ أى قرار عشوائى يمس النظام الدقيق والميزانيات الخاصة بمواجهة أعباء العام الدراسى.
صحيح أن وزارة التعليم أعلنت أن إلغاء إجازة يوم السبت ليست عامة فى جميع المحافظات، وأن الإلغاء يشترط التنسيق بين الوزارة والمحافظين، حسب احتياجات كل محافظة وكثافة الفصول بها، لكن هذا الكلام من قبيل التبرير الذى يمكن أن ينسحب على جميع المحافظات.
فى المقابل، الوزارة تغفل حلولا كانت تطبقها فى السابق ومازالت، مثل تقليل المدى الزمنى لليوم الدراسى، واستيعاب أكثر من مرحلة دراسية خلال اليوم الواحد، وتنظيم المناهج، والتخطيط الجيد للحصة المدرسية لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من اليوم الدراسى المضغوط.
نريد حلولا ابتكارية من خارج الصندوق لحل مشكلات التعليم، بدءا من ضعف رواتب المعلمين وانهيار المناهج التربوية والاعتماد على الدروس الخصوصية بدلا من الفصل الدراسى، وتراجع نسبة التفاعل فى مواجهة التلقين، وانتهاء بضعف البنية التعليمية نفسها من مدارس ووسائل التعليم، هذا ما يجب أن يركز عليه الوزير ومساعدوه، وآخر ما نحتاجه هو الهروب للأمام بقرارات غير مدروسة أو
تثير البلبلة ثم نضطر إلى إلغائها.