بعد مراوغات مكشوفة وتهديدات مترددة بقطع المعونات واعتبار الدولة المصرية عاق للأم العظمى أمريكا، والموقف المتلون الحائر ما بين إعلان الغضب الصريح وبين ضبط النفس فى بعض الأحيان مع عض الأنامل!
وبعدما صرح الوزير الهُمام جون كيرى لنظيره المصرى بمفاجأة ظن أنها قد تكون سارة: ألا وهى قرار الولايات المتحدة بإرسال عشر مقاتلات حربية أمريكية(آباتشى) إلى مصر لمكافحة الإرهاب!
وبناءً عليه ربما انتظرت الولايات المتحدة إقامة الأفراح والليالى الملاح فى القطر المصرى كافة ابتهاجاً بالصفح الأميركى والعفو الأعظم الذى بات المصريون أياماً وشهوراً يذرفون الدمع حزناً على فقدانه!
ثم عودة جديدة للمراوغة والتسويف، خاصة بعد الرفض المصرى للمشاركة فى التحالف الأمريكى لمحاربة داعش!
ورد فعل الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أثلج الصدور، والذى يعد صفعة جديدة على وجه الغطرسة الأمريكية وتوقيع ذو طابع خاص فى دفتر الكرامة المصرية المستردة، والذى تُوج بمؤاخذة الرئيس السيسى القاطعة لوزير الخارجية الأمريكى فيما يخص تأخر صفقة الطائرات، والتى أكد من خلالها الرئيس أن مصر ماضية فى طريقها لمحاربة الإرهاب، دون الحاجة إلى الطائرات الأمريكية أو غيرها!
هيهات يا دولة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان!
فلن تنفع طائراتك ولا معوناتك ولا حتى تهديداتك بقطعها فى محو ما ترسخ فى وجدان أبسط مواطن مصرى عن كونك عدو مختف متربص مدبر لكافة عمليات التخريب والتمزيق التى نالت من أكبر وأهم دول المنطقة العربية، والتى كانت مصر على رأس أولويات الخطة المرسومة بها!
لذا وللمرة الثالثة فقد رفضت مصر الحرب بالوكالة لصالح التحالف الأمريكى الذى نعلم جميعاً الغرض منه، ولنا فى حرب العراق السابقة حكمة وموعظة!
ولكن بعد أن رد الله كيدكم إلى نحوركم وحفِظ مصر، مثلما حفِظها دوماً، وجدتم أنفسكم فى مأذقٍ كبير وباتت خطتكم المحكمة هشيماً تذروه الرياح، وأصبح تخبط مواقفكم جلياً لا يخطئه أحد!
ولم تنفعكم جرزان المتأسلمين الذين راهنتم عليهم واتخذتم منهم أدوات وآليات تديرون بها مخططاتكم الخبيثة، وتطلقونها وقتما وأينما شئتم تعيث فساداً وخراباً وتدميراً تحت راية الإسلام!
عذراً عزيزى المخطط الأمريكى: فنحن المسلمون الحق، نعلم علم اليقين أن هؤلاء المدعين الذين بايعتموهم وبايعوكم على استغلال الإسلام والزج به فى مثل هذه الموبيقات، ما هم إلا قلة من الخونة والخوارج الذين حذرنا منهم النبى الكريم صلى الله عليه وسلم وحثنا أينما وجدناهم أن نقتلهم.
فالعظمة عندنا لله وحده، ولن ترهبنا داعش ولا بيت المقدس ولا القاعدة ولا أى مسمى جديد تحت الإنشاء!
فالإرهاب الذى عنه تتحدثون، وإلينا تُصدرون، سينالكم غدره إن عاجلاً أو آجلاً، وعلى الباغى تدور الدوائر.
فلتأتى طائراتكم أو لتذهب، فلن تمحى ما صدر عنكم فى حق مصر والمصريين، ولن تقو معوناتكم أو أسلحتكم أو تهديداتكم أن تحنى رأس أبسط مصرى على أرض المحروسة.