مع انطلاق العام الدراسى الجديد، اليوم الأحد 21 سبتمبر، يتوافد أكثر من 18 مليون تلميذ على المدارس الحكومية فقط فى جميع أنحاء الجمهورية، أى نحو خمس عدد سكان مصر المحروسة، كما قال وزير التربية والتعليم الدكتور محمود أبوالنصر.
ترى ما نصيب التلميذ من الأنشطة المدرسية فى هذا العام؟ والكل يعرف أن هذه الأنشطة تمت الإطاحة بها بالتدريج على مدى ثلاثة عقود حتى انعدم وجودها تماما، بكل أسف، والكل يعلم أيضا أن الذهاب إلى المدرسة يوميا كان أمرا مقدسا فى الماضى، فتحول فى زمن مبارك ومرسى إلى شىء ثانوى لا ضرورة له، إذ بات التلميذ زبونا دائما عند المدرس الخاص يتلقى على يديه المعلومة التى تهيئه لدخول الامتحان.
لا يخفى على ذكائك أن النشاط المدرسى يسهم فى تنمية وجدان التلميذ وعقله، ولعل قراءة سريعة لما كان يمارسه التلميذ من أنشطة منذ ثلاثينيات القرن الماضى حتى نهاية الثمانينيات يؤكد صحة ما نقول، وأذكر أننا كنا فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية نتعلم الموسيقى والرسم ونتشارك فى تقديم عرض مسرحى ينمى مشاعرنا الوطنية والقومية ويعزز شعورنا الدينى، فضلا على الأنشطة الرياضية التى كانت تتنوع بين ممارسة كرة القدم والسلة والكرة الطائرة.. كل هذا فى مدرسة حكومية ذات مصاريف زهيدة لا تتجاوز جنيها واحدا فى العام الواحد، ولم يكن هناك شىء اسمه دروس خصوصية، وإذا عرف عن تلميذ أنه يتلقى دروسا خصوصية اعتراه الخزى، لأن ذلك يعنى أنه لا يمتلك من الذكاء ما يسمح له باستيعاب الدروس من المرة الأولى فى المدرسة، أى أنه غدا فى نظر زملائه من أصحاب العقول البليدة.
المثير للدهشة أنك إذا أنصت إلى أحد المشاهير والناجحين فى أى مجال وهو يتحدث عن نشأته فستجده يتكلم باستفاضة عن النشاط المدرسى، وكيف أنه اشترك فى هذا النشاط ليكتشف مهاراته وينميها.
يا حكامنا الأفاضل.. أعيدوا النشاط المدرسى فورا حتى نستوعب طاقات التلميذ الجبارة، وحتى نكتشف المواهب الكامنة وحتى تخرج لنا أجيال سوية على المستويين النفسى والاجتماعى ولنتعلم من الدول التى سبقتنا.