الرد من الجماعة الإرهابية جاء سريعا على حديث الرئيس السيسى مع وكالة أنباء أسوشيتدبرس الأمريكية. والإجابة على كلام الرئيس قبل مغادرته إلى نيويورك بإمكانية العودة للحياة السياسية «إذا نبذوا العنف»، جاءت فى الصباح الباكر أمس بتفجيرات فى حى بولاق أبوالعلا بالقرب من وزارة الخارجية ومن مدرسة للأطفال وراح ضحيتها ضابطان ومجند، وبعبوات ناسفة فى طنطا والمحلة والشرقية. أثبتت الجماعة من جديد أنها فى صفوف الإرهاب على طول الخط وأنه لا حوار معها إلا بالسلاح والقنابل، لأن هذا هو خيارها واختيارها ولا جديد فى ذلك وأى حديث عن المصالحة والمسامحة مع الآباء المؤسسين للإرهاب لن يأتى بأى فائدة وسوف يعتبرونه ضعفا وخوفا من الدولة ومحاولة استرضاء واستعطاف.
التفجيرات الإرهابية تتزامن مع حوار الرئيس وزيارته إلى نيويورك وكأنها رسالة رفض للحوار وتحدٍ للزيارة بقصد إحراجه أمام العالم الخارجى وإفشال زيارته إلى الأمم المتحدة بالتفجيرات فى القاهرة والتظاهرات فى نيويورك. هذا هو الرد مع أول أيام بدء الدراسة فى مصر للترهيب والتخويف ومحاولة إرباك الدولة وعرقلة مشروعها الوطنى فى البناء والتنمية، فهل يأتى الرد المضاد سريعا أيضا، وهل تقتنع الدولة بأن رعاة الإرهاب لن يقتنعوا بدعوات المصالحة والإرهاب، وأن المتعاطفين معهم عليهم أن يتوقفوا عن النواح على الحريات والديمقراطية المستباحة وعليهم أن يراجعوا مواقفهم وانتماءاتهم المشبوهة؟.
ورغم حالة الحزن والألم والبكاء على الشهداء والأبرياء، فالتفجيرات جاءت والعالم يستعد لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة ليبرهن الإخوان أنهم أصل الإرهاب وليتأكد زعماء العالم من هذه الحقيقة، وهى فرصة حقيقية أمام مصر والرئيس السيسى أثناء وجوده فى نيويورك وفى كلمته أمام الجمعية العامة للاستفادة من هذه الحوادث الإرهابية وتوظيف ما حدث لصالح مصر فى أول زيارة للرئيس إلى الولايات المتحدة وفى كل لقاءاته مع وسائل الإعلام والمسؤوليين الأمريكيين وفضح سياسة واشنطن الداعمة للجماعة الإرهابية فى مصر. الرئيس سوف يطرح فى كلمته مبادرة نبذ العنف وبالتالى فهى فرصة لتضمين كلمته بالإشارة للحوادث الإرهابية التى وقعت فى مصر أمس والتأكيد أن الإرهاب مستمر فى مصر برعاية الإخوان.
هى فرصة سانحة أمام الدبلوماسية المصرية للاستفادة من غباء الإخوان وتفجيراتهم أمام أكبر محفل دولى وأمام أكثر من 120 رئيس دولة.
سيكون من الخطأ تجاهل هذا الحادث أمام هذا المحفل الدولى المهم، البكاء لا يفيد.