محمد الدسوقى رشدى

متى ينتقل وزير الداخلية من مرحلة الأقوال إلى الأفعال؟

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2014 09:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
( 1 )
لماذا يريدون أن يقفوا بحوادث التفجير الإرهابية عند محطة الإرهاب الأسود الغادر، وقدر الله وما شاء فعل، وسنظل نواجه الإرهاب بصدور عارية، ورحم الله الضابط الشهيد؟ !!
لماذا لا يسمحون لقطار تبعات الحوادث الإرهابية أن ينطلق إلى حيث محطات بها أسئلة من نوعية كيف تكرر حوادث الإرهاب بنفس الأسلوب والطريقة دون أن تنجح الداخلية فى منعها؟، لماذا لم نسمع يوما عن حساب قائد أو ضابط بتهمة التقصير فى تأمين كمين؟، والأهم من كل ذلك بأى عقل يفكر هذا الجهاز الأمنى الذى ألقى بضابط من أهم شهود الإثبات فى قضية هروب مرسى والإخوان من السجن فى الشارع لمراقبة الباعة الجائلين وكأنهم يقدمونه صيدا سهلا للإرهابيين؟
( 2 )
يملك وزير الداخلية محمد إبراهيم كل القوة والدعم من الدولة، ويتصرف هو وضباطه فى الشوارع والأقسام مع المواطنين الغلابة بكل القسوة والصلف ومع ذلك لم تنقذ قوته ضباطه من أفخاخ الإرهاب ولم تفلح قسوته فى إعادة تسويق الصورة الذهنية القديمة للجهاز الذى كان مجرد ذكر اسمه كافيا لإعادة ضبط الشارع .
هو إذن لا يخسر فقط المزيد من أفراده وضباطه، بل يمضى فى طريقه تاركا سمعة جهازه الأمنى دون حماية أمام عوامل تعرية لا تترك ضحاياها سوى مشوهين بفعل التآكل .. ألم يحن الوقت لكى نخبره بأنه المسؤول؟ !
( 3 )
كل حادث إرهابى وأنتم مغمومين، أو خايفين، أو مرتبكين، أو متلخبطين، أو مستغربين من تصريحات وزير الداخلية، أو مستنكرين عدم إحساس الدولة بتقصيره رغم كل هذه الدماء ورغم كل هذه الخسائر ورغم هذا الأداء المخيب للآمال .
انفجار وزارة الخارجية الذى راح ضحيته اثنان من ضباط الداخلية وأصيب فيه 6 آخرون، وتزامن معه انفجار 4 عبوات ناسفة فى محافظة واحدة هى الغربية قبل أن يتم الإعلان عن نجاح الأمن هناك فى تفكيك قنبلتين أخريين، ليس مجرد يوم أسود علينا أن نكتفى بوضعه جوار أخواته من الأيام السوداء التى عشناها خلال الشهور الماضية، هو يوم فارق فى تحديد المسؤولية، وإعلام القائمين على السلطة فى هذا البلد أن الحديث الممل عقب كل عملية إرهابية عن الإرهاب الأسود والإرهاب البمبمى، والإرهاب الكحلى لم يعد يجدى مع المصريين، ولم يعد قادرا على إطفاء نار أهالى الضحايا .
تكرار الحوادث الإرهابية بنفس الطريقة والأسلوب يحتاج إلى رد رادع وقصاص فورى وليس مجرد تصريحات مسكنة، قد ينتحر المنطق إن أخبرته أن ضحايا حادث وزارة الخارجية جلسوا بكراسيهم فوق القنبلة المزروعة تماما، طبقا لشهادة مجند مرور شاهد على الحادث، وحتى نحافظ على حياة المنطق يجب أن يظهر أحد من أهل الداخلية ليخبر الناس عن ضوابط تأمين الكمائن؟، وكيف يأمن الناس على بيوتهم إن كان من يؤمنهم غير قادر على تأمين كمائنه؟! ولكن أحدا فى الداخلية لا يجيب، لا أحد يفسر لك تشابه الحوادث الإرهابية، ولا أحد يحدثك عن سهولة اصطياد الضباط فى الشوارع كما يصطاد الهواة العصافير .. فقط يخرج لك وزير الداخلية بالتصريح المعتاد، «سنقتص من مرتكبى حادث الانفجار الإرهابى الخسيس » ، ثم يتبعه رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بتصريحات تمتاز بالحنان ومداعبة المشاعر يقول فيها : « يريدون أن يحبطوا مسيرة شعب يصر على البناء والفرق بيننا وبينهم أننا جئنا لنبنى، وهم يرتكبون أعمالا تخريبية، «ليبقى أمامك سؤال : إن كان وزير الداخلية ورئيس الوزراء لا يملكان ردا على هذه الحوادث سوى مثل هذه التصريحات .. فماذا نحن فاعلون؟ ! نضع الخطط للقصاص أم ننزل للشوارع لمطاردة الإرهاب؟ !
تصريحات وزير الداخلية عن القصاص لم تعد صالحة لتهدئة النفوس أو الطمأنة، لأن الناس تتذكر حتى الآن تهديداته للإرهابيين، «الجدع يقرب من الأقسام » ، فعاجله الإرهابيون ليس فقط بالقرب بل بتفجير 3 مديريات للأمن «القاهرة والدقهلية وجنوب سيناء»، بالإضافة إلى عدد من الكمائن .
( 4 )
عقب كل حادث إرهابى تمتلئ الفضائيات بعشرات من خبراء الأمن كثيرون منهم يصنعون ضجيجا دون أن يقدموا للناس أى طحين، كثيرون منهم يلعبون على وتر العاطفة ويتحدثون عن الإرهاب ولكن لا أحد فيهم يقدم لك تحليلا أمنيا لما حدث، لا أحد يحدثك عن تقصير الداخلية، أو عن الخلل الأمنى، كلهم يسبون ويلعنون فى الإخوان والإرهاب، ليرحلوا من الاستديوهات وتبقى الكاميرات فى انتظار تصوير تفجير آخر بنفس الشكل والأسلوب .
واحد من الخبراء الأمنيين قرر أن يغرد خارج السرب عقب انفجار الخارجية، وظهر فى الصحف يهاجم الأزهر ويحمل شيوخ الأزهر مسؤولية هذه الحوادث الإرهابية، وحينما سألوه تقصد الداخلية؟، الداخلية هى المسؤولة عن الأمن والتأمين؟، قال اللواء أشرف أمين إن المشكلة مش عند الداخلية .. المشكلة عند الأزهر، لأن شيوخ الأزهر مقصرين فى مواجهة المتطرفين؟ . وبناء على التحليل الأمنى السابق، سيكون من حق المواطن الذى يعانى من مشاكل صحية أن يذهب إلى وزارة التموين .. طبقا لاختراع اللواء أمين !!
( 5 )
مثل كل حادث يظهر المتاجرون بالدم فى آخر المشهد يحللون ويكشفون ما وراء الأخبار وفى الحالة المصرية يظهر دوما مجموعة المطبلاتية وعدد من رؤساء الائتلافات غير المفهومة، وهؤلاء فى مصر يطبقون المثل الشهير « جه يكحلها عماها » ، فلقد خرج بعضهم بتصريحات تؤكد أن التفجيرات الأخيرة لها تأثير إيجابى على زيارة السيسى فى أمريكا، ولها دلالة بخصوص ضرورة التراجع عن تعديل قانون التظاهر .. هكذا وبمنتهى البساطة يلقون بالتهمة على كتف الرئيس لأن الإخوان أخذوا تصريحاتهم واعتبروها دليلا على أن الدولة وراء التفجير لتسهيل مهمة الرئيس فى نيويورك، ويستغلون دم الضباط لتصفية حسابات سياسية مع المعارضين، أما الحادث الإرهابى .. كيف نمنعه؟، أو لماذا حدث؟، ومن المقصر؟، تلك أشياء لا تهم السياسيين وأصحاب سبوبة الائتلافات .. فلا شىء أهم من مكاسبهم الشخصية .
( 6 )
الخلاصة ..
ستظل مهوما مغموما لأن الحوادث الإرهابية أصبحت عملا روتينيا، جنازات الضباط أصبحت أشهر أعمال وزير الداخلية الحالى، الجنود والضباط يدفعون ثمن خلل المنظومة الأمنية وعشوائيتها، أغلب القوى السياسية والأحزاب تجار فاشلون يسعون لحصد مكاسبهم من أسفل أطلال خراب الدولة، الإخوان على عهدهم أغبياء شامتون فى كل دم مصرى، والسلطة محلك سر يدها لا تقوى على توقيع قرار تغيير وزير أو حساب مقصر .






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة