من بين كل 10 أخبار عاجلة على قناة cnn - الأوسع انتشارًا فى العالم- ستجد 6 منها عن منطقة الشرق الأوسط، بلا شك ستقرأ عن أزمة الحوثيين فى اليمن، وخطورة إرهاب «داعش» فى العراق، وطرق مواجهة جبهة النصرة بسوريا، وأوضاع الفلسطينيين بغزة، وتحركات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالقاهرة، والاشتباكات الدامية بين الجماعات المسلحة فى ليبيا.
تسليط الصحافة العالمية الميكروسكوب على الشرق الأوسط نابع من أن المنطقة أصبحت مركز صناعة الأخبار فى العالم، والتطورات السريعة للأحداث تصنع قصصًا إخبارية تزين طبعات الصحف العالمية، والاهتمام المبالغ فيه من الغرب بالمنطقة يمنحهم قدرًا أكبر من المعلومات قد لا يتوافر لدينا فى الصحف العربية.
من بين أحدث القصص الإخبارية الواردة فى الصحافة الأجنبية، هى قصة تنظيم «خراسان».. والتنظيم- بحسب تصريحات مدير الاستخبارات الأمريكية جيمس كلاير- هو الأكثر خطورة على واشنطن من «داعش» نفسها، لأنه تنظيم نوعى لا يسعى لكسب أرض فى معركة حربية، أو إعلان خلافة إسلامية، لكنه تنظيم يجند الشباب أصحاب جوازات السفر الأجنبية المشاركين فى جبهة النصرة، وأحرار الشام، وإقناعهم بالعودة لبلادهم، وتنفيذ عمليات إرهابية على غرار 11 سبتمبر.
البطل فى تنظيم «خراسان» هو ابن من أبناء أسامة بن لادن، وواحد ممن تربوا فى كنف مؤسس تنظيم «القاعدة».. هو محسن الفضالى.. قد يكون الاسم غريبًا عليك، لكنه على أرض الواقع أحد أخطر 10 إرهابيين فى العالم، هو واحد من قلائل داخل تنظيم «القاعدة» عرفوا بعملية 11 سبتمبر، وطريقة الأعداد لها قبل تنفيذها، وكان عمره وقتها 19 عامًا، وبعدها بـ13 شهرًا كان يشترك فى هجوم إرهابى على سفينة فرنسية تدعى MV LIMBURG انتهى بإصابة 4 من طاقم السفينة، ومقتل شخص.
قبل أن يتم «الفضالى» 23 عامًا، كان اسمه يرد فى كلمة للرئيس الأسبق جورج بوش بأنه أخطر إرهابيى تنظيم «القاعدة» فى العالم، وكانت سلطات الأمن البريطانية تطارده، وتسعى بكل السبل للقبض عليه، لدرجة دفعتها إلى الإعلان عن مكافأة 7 ملايين دولار، بواقع 49 مليون جنيه مصرى، لمن يرشد عن موقعه.
المواصفات المركبة لشاب تنظيم القاعدة، وبزوغ نجمه مبكرًا، لدرجة أنه قبل أن يتم عامه الثلاثين تولى منصب مساعد أبومصعب الزرقاوى، القيادى الأشهر فى تنظيم القاعدة، كلها عوامل دفعت أيمن الظواهرى إلى الدفع به إلى سوريا، وتكليفه بمهمة تشكيل تنظيم «خراسان» السرى بفكر «القاعدة» لا بفكر «داعش»، والاستفادة من شباب المسلمين الأجانب الذين قدموا للقتال على أرض سوريا، وإعادة توجيههم لتنفيذ عمليات إرهابية فى بلادهم الأصلية.
فكرة إنشاء «خراسان» بالأساس تعكس توجهًا جديدًا لدى تنظيم «القاعدة» بنقل الصراع من منطقة الشرق الأوسط إلى البلاد الأجنبية، بضربهم فى عقر دارهم عبر تنفيذ عمليات إرهابية، ردًا على إعلان الحرب على الدولة الإسلامية، رغم الخلاف الفكرى بين «داعش» وتنظيم «القاعدة».
«خراسان» و«الفضالى» سيكونان- بلاشك- حديث الصحافة العربية بعد أيام، وسيحتلان مساحات فى الصفحات الأولى مثل «داعش» وأكثر، وسيتردد اسم «الفضالى» على شاشات الإعلام بقدر يساوى أو يزيد على أمير «داعش» أبوبكر البغدادى.
اللهم احفظنا من شرهم.