ما حدث فى نيويورك من لقاءات واجتماعات عقدها الرئيس عبدالفتاح السيسى مع قادة وزعماء ورؤساء دول العالم على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة هو نجاح بامتياز للدبلوماسية المصرية التى تحملت المسؤولية الصعبة بعد 30 يونيو لمواجهة الحملات العدوانية والمواقف السياسية والدبلوماسية المنحازة ضد إرادة الشعب المصرى، ولتصحيح المفاهيم المغلوطة والصورة غير الصحيحة عن حقيقة الأوضاع فى مصر.
الدبلوماسية المصرية العريقة ممثلة فى وزارة الخارجية وبدعم شعبى غير مسبوق استلهمت تراثها الضارب بجذوره فى التاريخ والشاهد عليه جدران الأمم المتحدة المعلقة عليه صورة طبق الأصل من توقيع أول معاهدة سلام رسمية مكتوبة فى تاريخ البشرية بين رمسيس الثانى فرعون مصر وحاتوسيلى الثالث ملك الحيثيين وحتى المعارك والمواقف الدبلوماسية المضيئة فى العصور اللاحقة قبل ثورة يوليو وبعدها فى معركة السويس وحرب أكتوبر ثم استرداد طابا، ولا ينسى التاريخ قامات دبلوماسية شامخة مثل الدكتور محمود فوزى ومحمود رياض وإسماعيل فهمى.
واجهت مصر فترات حرجة كثيرة فى تاريخها واستطاعت بدبلوماسيتها العريقة التغلب على كثير من الصعاب والمشاكل، لكن فى ظنى أن أزمة ما بعد 30 يونيو هى الأصعب والأشد خطورة فى تاريخ مصر ودبلوماسيتها، فقد وقفت القوى الغربية الكبرى فى معاداة مصر وشعبها وجمد الاتحاد الأفريقى عضويتها وشنت الإخوان وتنظيمها حملات سياسية كاذبة وممولة ضد الثورة المصرية لتضييق الخناق عليها ومحاولة إسقاط دولتها الجديدة. وهنا لا ننسى الدور الرائع الذى قام به نبيل فهمى وزير الخارجية السابق وجولاته ولقاءاته فى أفريقيا وأوروبا حتى استعادت مصر دورها فى أفريقيا وعضويتها فى الاتحاد الأفريقى، ثم بدأت الانفراجة مع تولى السفير سامح شكرى وزيرا للخارجية الذى حمل شعلة الدبلوماسية المصرية لاستكمال المسيرة وعودة مصر وإشراقها على العالم من جديد فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونجاح الدبلوماسية فى عقد أكثر من 15 لقاء بين الرئيس السيسى وقادة العالم الذين قدموا التهنئة لمصر ورئيسها بالعودة إلى دورها الحيوى فى السياسة الإقليمية والعالمية.
اجتماعات نيويورك شهادة نجاح جديدة للدبلوماسية المصرية واعتراف دامغ بمصر 30 يونيو وفشل جديد لأعداء الدولة المصرية الجديدة فى الداخل والخارج.