البطالة كارثة مصرية.. وعندما تمتلك هذا الكم الوافر من البطالة فهل هذا يعنى أننا مجتمع بلا فرص عمل، أم أننا مجتمع لا يمتلك ثقافة العمل؟, يبحث الجميع عن فرصة عمل وليس لديه الوعى بثقافة العمل كفكرة وقيمة مضافة للمجتمع.
الشباب الأكثر معاناة فى البحث عن عمل، لماذا يفضل «مجرد وظيفة» والسعى وراء الميرى، هل يبحث عن عائد دون عمل حسب إحصائية أخيرة للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء بلغ عدد العاطلين عن العمل فى مصر 3.6 مليون مواطن، بينهم %33 حاصلون على شهادات عليا، و%45 من حملة المؤهلات المتوسطة لا يرغبون فى العمل بأى مهن أخرى، أو تخصصات غير تخصصاتهم، وأغلبهم يرفض القطاع الخاص وينتظر الميرى باعتباره الضمانة الرئيسية للحياة، وربما كان أحدث اختبار لأن الشباب ما زال على الفكر القديم و«عشق الميرى مالوش آخر» عندما أعلنت وزيرة القوى العاملة عن توافر أكثر من 179 ألف فرصة عمل لدى الوزارة، فتحمس لها كثير من الشباب، وعندما تم قبولهم والاتصال بهم للتهنئة، وإبلاغهم بنوع الوظيفة وأنها فى مصانع القطاع الخاص، كان الرفض هو رد الأغلبية منهم، ليستمروا فى طابور العاطلين والشكاوى وملء فراغ المقاهى وصداقة الأفكار السلبية وممارسة التحرش.
والمثير أن الشباب الذى يبحث عن وظيفة فى مجال تخصصه، يعلم جيدا أن تعليمه اسم على فراغ، فمالم يتعلم المهارات المطلوبة لنوع الشهادة التى حصل عليها فقد حصل على مجرد شهادة ودخل امتحانات تقيس الحفظ وليس المهارة والفهم.
إحدى مشاكل مصر الرئيسية هى أن التعليم لا علاقة له باحتياجات السوق، والنتيجة اضطراب اجتماعى وسياسى وبطالة تعلن غياب ثقافة العمل، فنحن نحصد ما زرعناه سنوات طويلة من وجود تعليم بلا تعليم وغياب ثقافة العمل القائمة على الرغبة فى الانتاج، والتعاون الجماعى لتحقيق قيمة مضافة للجميع لا لفئة معينة.
غياب ثقافة العمل تعنى غياب التنمية، وبالتالى نبقى محلك سر بلا تقدم، ويمر قطار الحضارة دون أن يتوقف لدينا لأننا نعيش فى مرحلة عدم الرغبة فى الإنتاج، ونعيش مرحلة فساد للكثير من القيم أهمها قيمة العمل والانتاج والاعتماد على النفس.
الدول المتقدمة لديها ترسيخ لثقافة العمل من أجل الجميع لا من أجل الفرد، وهذه الثقافة تبدأ من الأسرة وإذا لم ينتبه المجتمع والأسر لهذا الخلل فسوف تبقى أعداد العاطلين فى ازدياد، وسنبقى فى حالة تضخم وتراجع، ولا عزاء للتقدم وعمل إيه اللى انت جاى تقول عليه.