فى لعبة «الدومينو» التى تشهدها المنطقة حاليا، لا يمكن الفصل بين ما حدث من قيام الحوثيين بالسيطرة على مفاصل الدولة اليمنية، مما أدى إلى الإسراع فى تسوية شاملة كان لـ«الحوثيين» الكلمة العليا فيها، وبين بدء الضربات الأمريكية بمساعدة عربية على مواقع لـ«داعش» فى سوريا، ولا يمكن فصل الأمرين عن الإشارات الدافئة التى ظهرت فى الساعات الماضية بين السعودية وإيران، فالدولتان لهما الكلمة العليا فى صنعاء ودمشق.
السعودية لن تفرط أبدا فى إبقاء الأوضاع فى اليمن لصالح تصوراتها الأمنية والسياسية، ولأن «طهران» هى صاحبة الكلمة العليا لدى الحوثيين، تضطر «الرياض» إلى دق أبواب «آيات الله»، هو إذن التقارب الاضطرارى الذى تفرضه الحاجة.
الملعب اليمنى يقود إلى الملعب السورى، فـ«طهران» حليف لـ«بشار الأسد»، و«الرياض» تصمم على إسقاطه، وبينهما أمريكا تمارس لعبتها الشريرة فى تنفيذ مخططها بمساعدة الأطراف العربية التى يغيب عنها قراءة درس احتلال العراق، وتقسيمه بـ«أمر الواقع» كما نرى الآن.
السؤال المطروح: هل قادت «صنعاء» إلى تقارب «الرياض» و«طهران» بشأن الملف السورى؟ أم أن العاصمتين تلعبان بكل ورقة منفصلة عن الأخرى؟ أى ممارسة كل منهما لـ«تكتيكات وقتية» دون إجهاض لـ«استراتيجيتهما الأصلية».
هناك حقائق تدور على الأرض تؤكد أن التحالف الدول ضد الإرهاب، هدفه الرئيسى والأهم هو إنهاء الوضع السورى لصالح التصورات الأمريكية والتركية والإسرائيلية والسعودية، وذلك بالتخلص من نظام بشار الأسد، فتركيا تحدثت قبل أيام عن منطقة حظر جوى فى سوريا اتفقت عليها مع «حلف الناتو»، وفى «الطائف» بالسعودية يعيش ما يسمى بـ«المعارضة السورية المعتدلة» فى انتظار إشارة بدء لعمليات برية ضد الجيش السورى، وبعد توجيه الغارات الأولى ضد معسكرات «داعش» فى سوريا، تحدث مسؤول أمريكى عن أن الحرب بدأت مرفقة بخريطة أهداف تحرم الجيش السورى من الاستفادة من أى مزايا عسكرية أوضربات توجه إلى «الدولة الإسلامية»، أو منحه أى فرصة لملء أى فراغ محتمل فى مناطق قد ينسحب منها «داعش»، وسبق كل ذلك الحديث عما يسمى بـ«المعارضة السورية المعتدلة»، وذلك على وزن تعريف «المعارضة العراقية» قبل الحرب الأمريكية على العراق التى انتهت باحتلاله بفضل تواطؤ هذه المعارضة وعمالتها لأمريكا.
وفى غياب أى تصور عربى يحافظ على وحدة الأرض السورية فى مرحلة ما بعد «داعش»، سنكون أمام تكرار السيناريو العراقى، وانصراف الأطراف العربية فى التعامل مع الأزمة السورية، وفقا لمعطيات اللحظة دون النظر إلى المستقبل، سيؤدى حتما إلى إدخال المنطقة نار جهنم.
فى رد الفعل الإيرانى على الضربة الأولى للتحالف، قال نائب وزير الخارجية الإيرانى حسين أمير عبد اللهيان: «أى تحرك عسكرى فى سوريا من دون موافقة حكومتها أمر غير مقبول»، فهل يعنى ذلك أن إيران لديها ما تخفيه، لديها أوراق ستخرجها فى الوقت اللازم؟ هل ستحرك الورقة اليمنية كرد على موقف السعودية من «بشار الأسد»؟ وأخيرا أين مصر من كل ذلك؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الكبير قوى
مصر مع من يدفع !
إدينى أباتشى أضربلك داعش .. ؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
أبا الوليد محرر العبيد
سقوط العاصمة العربية الرابعة فى يد الفرس
عدد الردود 0
بواسطة:
أبا الوليد محرر العبيد
سقوط العاصمة العربية الرابعة فى يد الفرس
عدد الردود 0
بواسطة:
الظاهر بيبرس
الشيعة قادمون سيتحكمون فى باب المندب وقناة السويس وضاعت فلوسك ياصابر
عدد الردود 0
بواسطة:
تحيا مصر
إسلام مصري العربي
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد الشيخ
تحالف تمزيق ما تبقى من الأمة العربية
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
هل نسقط بشار من اجل ان ناتى بداعش - ما هذا الفكر المانخوليا - فوقوا يا عرب
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد الرازق يوسف
الى المتحدثين عن فساد الستين عاما
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد جنيدي
الي اليسد / سيد الشحات
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
اصبحت خريطه التشييع اكبر بكثير من السنيه.....ليس لدي التشييع عرقله العقل امام النقل