ناصر عراق

دماء المصريين فى رقبة من؟

الخميس، 25 سبتمبر 2014 08:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن حادث مرورى مروّع راح ضحيته عدد من المصريين الأبرياء، فأمس الأربعاء شهد أوتوستوراد المعادى حادثا مخيفا حين صدمت شاحنة بمقطورة عشر سيارات دفعة واحدة، فلقى طفل مصرعه وأصيب أكثر من 15 رجلا!
أما الطريق الدائرى فيشهد يوميًا حوادث متنوعة يذهب ضحيتها عشرات إن لم يكن مئات الأبرياء، (قبل أيام قليلة مات 15 شخصا فى حادث على هذا الطريق الملعون)، وبنظرة سريعة على الأرقام نكتشف أن مصر من أكثر البلدان بؤسًا فى النظام المرورى نظرًا لكثافة الدم الذى ينزف مجانا على أسفلت شوارعها بشكل يومى، ومن أسف أن الدم النازف يزداد من سنة إلى أخرى!
فى عام 2003 بلغ عدد الذين قضوا نحبهم فى حوادث مرورية 6766 إنسان، وفى 2011 تضاعف العدد ليصل إلى 12 ألف قتيل و50 ألف جريح، كما أن الذين يرحلون فى الحوادث المرورية يمثلون أكبر نسبة وفيات فى مصر بعد الذين يموتون بأمراض القلب!
الأرقام مخيفة أليس كذلك؟ ولكن أما من حلول سريعة وناجعة تحد من إزهاق الأرواح بثمن بخس؟
علينا الاعتراف فى البداية بأننا لا نحسن فنون تنظيم المدن ولا نعلم شيئا عن التطورات الكبيرة فى الأنظمة المرورية التى تستخدم فى دول أوروبا وبعض الدول العربية مثل الإمارات والكويت والسعودية. أجل.. لا نعرف شيئا عن هذا، وبالتالى تتسم شوارعنا بالفوضى، فلا هى معدة وفقا للمواصفات الدولية، ولا هى محكومة بالقوانين الصارمة التى تلزم قادة السيارات بقوانين المرور العالمية! فإذا أضفت إلى ذلك حجم الفساد المستشرى فى زمن مبارك أيقنت لماذا صار الطريق الدائرى، على سبيل المثال، طريقا متموجا لا مستويًا، وأدركت لماذا لم يضع الذين صمموا الأتوستراد إشارات مرورية مُلزمة حتى يعبر من يريد الالتفاف والعودة فى أمان.
إننا أمام سلسلة بائسة من الفوضى الشاملة، فرخصة القيادة تمنح لمن لا يعرف القيادة، ومافيا الميكروباصات يحميها الكبار، والشوارع غير مهيئة والثقافة المرورية منعدمة عندنا جميعًا، فهل من حلول توقف انهمار الدم المصرى على الأسفلت؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة