ناصر عراق

السيسى فى السينما العالمية!

الجمعة، 26 سبتمبر 2014 07:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أعرف كيف ستتناول السينما العالمية شخصية الرئيس عبدالفتاح السيسى، لكنى موقن بأنها لن تتعامل معه بالتى هى أحسن، على الأقل فى الفترات القريبة، ودليلى فى ذلك الأفلام التى أنجزتها أمريكا وبريطانيا عن جمال عبدالناصر فى حياته، وهى أفلام قليلة لكنها تنضح بالعداء والكراهية للزعيم الراحل الذى أعاد الكرامة المفقودة للمواطن المصرى بعد أن ظل قرونًا عدة يكابد المذلة والحرمان. (طالع ما كتبه فى هذه الصفحة الناقد سامح فتحى عن الأفلام الأجنبية المعادية لعبد الناصر).
صحيح أن السيسى ألقى كلمة معبرة فى الأمم المتحدة قبل يومين ولاقت استحسانًا دوليًا كبيرًا، لكن ذلك لن يمنع صناع السينما فى هوليوود من إنتاج فيلم يدين الرجل، ويتجاهل ثورة 30 يونيو التى تجاهلها تمامًا رئيس وزراء تركيا أردوغان فى كلمته أمام المنظمة الدولية!
أظنك تتفق معى على أن السينما العالمية – وتحديدًا هوليوود – هى جزء من - وتعبير عن – المنظومة الأمريكية فى مجملها، وهى منظومة لا تميل إلى إنصاف المصريين والعرب عمومًا، وترانا هذه المنظومة مجرد شعوب متخلفة تعيش فى غياهب الخرافات، وتتجرع الخزعبلات، وبالتالى نستحق أن ندان ونهان، وها هى إسرائيل منزرعة فى صحن دارنا لتهدد وتخيف بعد أن استولت على الأرض وطردت الشعب الفلسطينى، وما إسرائيل إلا صنيعة الإنجليز والأمريكان!
إذا مررت بعينيك على الأفلام الأمريكية – ذات التأثير العالمى الجبار – التى تتعرض لحياة العرب، ستجدها جميعًا تعزف الموسيقى الكاذبة عن أننا جهلاء ومتغطرسون وعشاق للجنس، الأمر الذى يجعل صورة العربى/ المسلم بالغة البؤس فى عيون الآخرين من جراء هذه الأفلام المصنوعة بإتقان شديد. صحيح أن السفهاء منا منحوا الغرب الفرصة لتشويهنا جميعًا، لكن ذلك لا ينفى النزعة الغربية فى وأد العروبة، وتحطيم أى رغبة فى التحرر من أغلال التبعية الاقتصادية والسياسية للقوى الكبرى!
إن السينما سلاح جبار إذا تم توظيفه بذكاء، ولعلنا فى أمس الحاجة الآن إلى إنجاز أفلام جميلة تفضح الإرهاب، وتندد بالتشدد الدينى، أفلام تستعرض فترة حكم الإخوان، وكيف انتفض الشعب على مرسى وجماعته رافضًا العودة إلى العصور الوسطى، مصرًا على طرد الإخوان من السلطة، مؤكدًا أننا المصريين لا نغفر أبدًا للغدارين وتجار الدين.
هذه الأفلام هى التى يجب أن نسعى إلى تحقيقها الآن بشرط أن نوفر لها الإمكانات الإنتاجية الضخمة حتى تحدث الأثر العالمى المطلوب، فنترجمها إلى اللغات الحية، ونعمل على تسويقها والاشتراك بها فى المهرجانات السينمائية الدولية المختلفة، لأن الفيلم الجيد أهم من مائة خطاب سياسى، والفيلم الجيد أعمق تأثيرًا من ألف مظاهرة حول الأمم المتحدة. لاحظ أننا حتى الآن لم ننتج أفلامًا ذات شأن عن ثورة 1919، أو تجربة عبد الناصر، أو حرب أكتوبر، وهو أمر مؤسف بلا شك، فليت الدولة وصناع السينما عندنا ينتبهون إلى خطورة السينما وأهميتها القصوى فى معارك القرن الحادى والعشرين، فالصورة أصدق أنباء من الصاروخ أحيانًا!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة