عمرو جودة

خالد صالح.. القيمة التى خسرناها

الجمعة، 26 سبتمبر 2014 09:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتل أغلب الأخبار المتعلقة بوفاة الفنان الكبير خالد صالح مرتبة أكثر الأخبار قراءة على كل المواقع، ولم يأتِ هذا لأن الفقيد كان نجما مشهورا ومحبوبا فقط، ولكن لأن المجتمع شعر بفقده قيمة كبيرة قبل أن يستغلها كما يجب.. فرغم النجومية الكبيرة التى حققها "خالد" فى أعماله العديدة، إلا أن موهبة بهذا الحجم كان من الممكن أن تحقق أكثر من هذا بكثير، وذلك حدث لأننا أصبحنا ببساطة مجتمع طارد للمواهب.

وإذا كنت موهوبا وولدت فى بيئة مثل هذه فليس أمامك إلا خيارين، إما أن ترحل لبيئة تعرف قيمتك وتقدم لك ما تستحقه، أو تبقى وتقاتل حتى تحقق مشروعك، ولقد اختار "خالد صالح" أن يبقى ويقاتل تيارا جارفا من القبح والتدنى، واختار أن يقدم أعمالا جميلة فى عصر لم يعد فيه الجمال مقبولا.. حتى لم يعد قلبه يتحمل، فرحل راضيا بنفس مطمئنة كمحارب قاتل ببسالة حتى نهاية دقات قلبه، وكيف يتحمل قلبه ونحن نعيش فى مجتمع يطرد المواهب الحقيقية.

إن هذا المجتمع لن يتطور إلا إذا وفرنا البيئة الداعمة للمواهب، خصوصا تلك التى فى حجم موهبة خالد صالح، فهؤلاء هم ذخر الأمم، وإكسير حياتها، ولقد تطورت المجمتعات الأخرى بفضل رجال مثل هؤلاء، عرفوا قيمتهم، ووفروا لهم كل الممكن، حتى يستطيعوا إفادة مجتمعم بأكبر قدر ممكن.

رحم الله خالد صالح، ورحم كل موهوب اختار أن يبقى ويقاتل حتى يحقق مشروعه، ولا رحمنا إذا أصررنا على الاستمرار فى هذا الوضع البائس، ولم نعدّل من أنفسنا ونعطى المواهب الحقيقية فى هذا الوطن قدرها الذى تستحقه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة