توجت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للولايات المتحدة سلسلة النجاحات المتتالية التى تحققت لمصر خلال الفترة القصيرة الماضية.
فكانت زيارة موفقة على كافة المستويات؛ فقد أبهر الرئيس السيسى الجميع بحالة النشاط الملحوظة التى تمثلت فى لقاءات الرئيس المكثفة بزعماء العالم بشكل فاق كافة التوقعات. حيث التقى واحد وستون رئيس دولة وحكومة فى ثمانٍ وأربعون ساعة.
كذلك الطلب الأمريكى بلقاء السيسى لأوباما "وهذا الطلب لم يصدر عن الجانب المصرى وإنما صدر عن الجانب الأمريكى.
أيضاً التواجد الشعبى المصرى المكثف الذى تصدر الصورة عن جدارة، وتوافد المصريون من جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا ومصر للإعراب عن تأييد الرئيس المصرى ومؤازرته والتأكيد على شرعية الثلاثون من يونيو كان بمثابة الضربة القاضية لجماعة الإخوان التى فشلت مجدداً فى تحقيق أدنى حدود التهديدات التى توعدت بها السيسى عند زيارته للأمم المتحدة، فى محاولة لإحراجه دولياً.
ولكن بما أنه لا يصح إلا الصحيح، فقد كانت النتيجة المنطقية، مزيداً من النجاح للرئيس المصرى يقابله مزيداً من الخسارة والإحراج لجماعة الإخوان المزعومين !
كما توجت كلمة السيسى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أسباب نجاح هذه الزيارة المرتقبة:
فقد كانت كلمة واعية محددة، بسيطة وشاملة، تناولت الأوضاع المصرية الداخلية بعد الخلاص من الجماعة الخائنة للوطن باسم الدين، كما ركزت الضوء على خطوات النهوض بالاقتصاد المصرى وبرامج التنمية الجديدة، كذلك علاقة مصر بالدول العربية والإفريقية الشقيقة ومسؤليتها تجاههم على كافة المستويات، كما طالب السيسى أمام الجميع. بالموافقة على عضوية مصر غير الدائمة بمجلس الأمن، متجاهلاً الحديث أو إلقاء أى بقعة ضوء ولو خافتة على علاقة مصر بالولايات المتحدة أو غيرها من دول أوروبا إلا فى حدود الصداقة والمصالح المشتركة بشكل عام وتقليدى فى سياق الحديث.
وأرى جلياً أن هذا التجاهل له مدلول معين يود الرئيس ترسيخه مثلما فعل دوماً منذ تولية قيادة البلاد، وهو التأكيد على استقلال مصر عن أى تبعية لأى دولة تم تصنيفها بالعظمى أو غيره.
فبهذه الكلمة التى ترقبها وأصغى لها الجميع باهتمام شديد ما بين مُرحب ومتأبِط الشر، قد تبوأ الرئيس عبد الفتاح السيسى مقعد الزعامة فى واحدة من أهم التجمعات الدولية العريقة.
أما على الصعيد الأميركى: فقد انزلق الرئيس الأمريكى فى إخفاقاته مجدداً، ولم يستفد من أخطائه المتكررة.
فقد كانت سقطة أوباما الجديدة هى مطالبته غير المشروعة بالإفراج عن أحمد ماهر مؤسس 6 أبريل، وتطرقه للحديث عن اضطهاد وتشويه النشطاء، وعلى رأسهم المصريين طبعاً! بما أنه ذكر فى حديثه إضراب النشطاء الأخير المسمى بالأمعاء الخاوية.
ويالسوء حظك العاثر أيها الناشط المصرى أحمد ماهر "فقد كان طلب أوباما بالإفراج عنك تحديداً بمثابة صك إدانة جديد لك إدانتك".
تحية من القلب للرئيس المصرى الذى رفع رأس مصر عالياً فى كافة المحافل الدولية
عبد الفتاح السيسى: رئيس جمهورية مصر العربية