علا الشافعى

الحالمون فقط يرحلون.. يا خالد

السبت، 27 سبتمبر 2014 07:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن خالد صالح بالنسبة لى مصدرا صحفيا أو فنانا أحصل منه على خبر، أو واحدا من الممثلين أصحاب المواهب الثقيلة، الذين يملأون الدنيا فنا، ويعرفون جيدا قيمة ما يقدمونه، ودور الفن فى تنوير المجتمع، لذلك كان أكثر فنانى جيله دعما للفنون المستقلة، كان يعمل ذلك فى صمت، ويرفض الإعلان عنه، ويشعر بالضيق عند مبادرة هذه المؤسسات بالإعلان عن دوره.

خالد صالح كل هذا وأكثر بالنسبة للمتابعين، ولكن خالد الذى أعرفه كان أحد الحالمين الذى لا يعرف سوى حلمه والإيمان به، كان بداخله ذلك اليقين بأن كل شىء سيأتى فى أوانه، خالد ذلك المثابر الذى كان يجلس هناك على إحدى الطاولات فى مركز الهناجر، يتأمل ويحلم، ويدرك أنه يملك موهبة ستجد طريقها يوما إلى قلوب الناس، لم يترك اليأس يقتل حلمه يوما، كان يعمل ويعمل، يملأ خشبات المسرح وهجاً.

لن أنسى ضحكتك المجلجلة، وأنت تقول: «بس كل شىء فى ميعاد، هيحصل»، لم تغضب وأنت ترى أصحاب المواهب المحدودة يتصدرون المشهد، ولم تتعال عليهم، بل كان شعارك العمل، لذلك كنت تخطف الأضواء، وتتحول أنت إلى بطل، وعندما يتحدث عنك الجميع ويشيدون بك، ترد بتلك الابتسامة الرائقة، وكأن لسان حالك يقول للمقربين منك «مش قلتلكوا»، كان بداخلك ذلك الحس الصوفى، الذى يلهمك الثقة الدائمة، والإيمان بالقادم وهو نفس الحس الذى جعلك لا تتوقف عن العمل فى السنوات الأخيرة، وأنت تردد العمر قصير.

خالد كيف أنسى صوتك وأنت تنشد، لم يكن الكثيرون يعرفون حبك للإنشاد، وتتحدث بلا عقد أو مواربة عن البدايات، التى عشتها، لم تكن تخجل وتدارى أو تلبس أقنعة مثل البعض، ومع كل نجاح يتأكد وإشادة بدورك كنت تردد: «أرى نفسى تلميذا مازال يبحث عن التفوق وكسب ود ورضا الجمهور، من السهل أن تنجح وتعبر إلى عقل ووجدان الناس لكن من الصعب أن تحافظ على هذا الود والحب، لذا أعتبر نفسى تلميذا مازال فى مرحلة الاجتهاد والبحث لإدراك النجاح».

رغم أنك أصبحت من أهم فنانى الجيل الحالى لما تتميز به من إتقان فى تجسيد أدوارك وأصبت واحدا من أهم النجوم الذين كسروا قاعدة الفتى الأول الوسيم فى السينما التى بدأها أحمد زكى ويحيى الفخرانى، كنت تخجل عندما يشيد بك البعض ويؤكدون أنك فنان تنتمى فى الأداء لنفس مدرسة المليجى وزكى رستم، وقتها كنت تردد جملتك الشهيرة : «دا كتير على».

لا أكتب لأرثيك فمن الصعب كتابة ما يعطيك حقك أكتب فقط بضع كلمات عن خالد صالح الذى عرفته عن قرب، خالد الحالم الطموح، رحلت باكرا وكان أمامك الكثير من الأحلام والشخصيات التى كنت ترغب فى تجسيدها، رحلت وأحلامك أمامك وكانت تبدو قريبة جدا.. إلا أنك تركت حبا ونجاحا تتوارثه الأجيال والمؤمنون بقيمة مواهبهم، ولكن يبدو أنه قدرنا أن نرى أجمل «ولاد الحياة بدرى بيموتوا» الحالمون فقط.. يا خالد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة