لا شك – بالنسبة لى على الأقل- أن صديقى الشاعر «إبراهيم داوود» يطرح أفكاره العميقة فى بساطة تكاد تكون معجزة، فى عاموده اليومى بالصفحة الأخيرة فى «اليوم السابع» فهو يستطيع أن يستخرج فكرة لاكها كثيرون غيره فى افتعال وبلادة فبدت أكثر بلادة من تعبيراتهم المستهلكة، لكن «إبراهيم داوود» إذا ما التقط هذه الفكرة؛ فإنه يعطيها طزاجة غير مسبوقة ويصيغها فى تشكيل هو مزيج من البساطة فى العبارات مع عمق فى المعنى يدفع من كان مثلى - محبا للكتابات الطازجة- للتفكير، خذ عندك صديقى القارئ بعضا من وحى رؤية «إبراهيم داوود»: داعش وأمريكا وحتة الحشيش وكلام عن القبح العالمى: لما تعجز السلطات عن ضبط عدوك متلبسا بجريمة تؤدى به إلى السجن فتقوم بدس له «حتة حشيش» وتقبض عليه، أمريكا دست «داعش» لـ«بشار الأسد»، وقد أوحت لى فكرة «إبراهيم داوود» فى مسألة «أمريكا وداعش» بالآتى: الحرب على داعش: دى وصفة سهلة.. دى وصفة هايلة، فأمريكا تقرر ضرب داعش مع تقديم المعونات العسكرية لـ«المعارضة المعتدلة» لضرب الجيش السورى وبكل الواجب علينا فى مقاومة الإرهاب نقدم لتحالف محاربة داعش «الشقيق الأكبر لـتحالف دعم الشرعية» بقيادة أمريكا وصفة ناجعة للتفرقة بين معسكرات «داعش» ومعسكرات «المعارضة المعتدلة»، على أمريكا أن تجعل بشار الأسد يقدم لها 20 ألف فرد من قوات الجيش السورى بحيث تقوم أمريكا بتوزيع الـ20 ألف على كل معسكر من معسكرات «داعش» وكل معسكر من معسكرات «المعارضة المعتدلة» بواقع 5 آلاف لكل معسكر من هذه المعسكرات، بعد أسبوع تمر أمريكا على هذه المعسكرات لمعرفة ماذا حدث، فإذا وجدت كل 5 آلاف قد قطعت رؤوسهم يكون هذا المعسكر لـ«داعش» وإذا وجدتهم قد قتلوا بطلقات الرصاص ووضع على جثثهم كشف بأسمائهم مرسل لـ«قطر» يكون هذا المعسكر تابع لـ«المعارضة المعتدلة» وبهذه الطريقة تكون أمريكا قد فرّقت بين «داعش» و«المعارضة المعتدلة»، وتكون بذلك قد خلّصت ضميرها وبالمرة تكون قد تخلّصت من الجيش السورى شريكنا فى حرب أكتوبر 73 والآلاف من الشعب السورى وبذلك يكون الطريق مفتوحا لتحرير القدس من الفلسطينيين، دى وصفة سهلة، دى وصفة هايلة.
أما عن «الأباحة» المحلية فيقول «إبراهيم داوود» فى عاموده اليومى تحت عنوان «الزنقة» يقول: «تجلس مستسلما أمام التليفزيون لتشاهد شخصين يتشاجران على مصطلح أو خبر أو مصلحة مع مسؤول أو رجل أعمال، بينهما مذيع -أو مذيعة- يجيد سكب البنزين بينهما، لتكثر فواصل الإعلانات..إنها صناعة تنزلق بخطى الناس نحو الانهماك فى التسلية والتخفف من المسؤولية، إنها تجعل المذيعين يتجادلون فى حماس حول: هل يتزوج المطرب من الممثلة، وهل سيقبض البوليس على الجناة، ومن سيكسب الدورى؟، ولا شىء يشغلهم حول قضايا حقيقية تتعلق بمصالحهم الأساسية لا المؤقتة ولا الموسمية» وأضيف على ما كتبه «إبراهيم» أنك فى جلستك أمام التليفزيون تشاهد شخصا يرتدى «بدلة سموكن» وقميصا أبيض شديد النظافة وهو يكيل الاتهامات بالخيانة لأحد الشباب فى ثورة 25 يناير الذى قال عنها الدستور إنها ثورة مجيدة، ولا يكتفى بهذا القبح بل يزيد عليه من روحه ما هو أكثر قبحا متهما الشاب بكل وضوح وبشكل مؤكد بالشذوذ الجنسى كما لو أنه كان معه منذ طفولته، ثم تعرف من آخرين بأن هذا الشخص دائم الظهور على الفضائيات ومهاجمة شباب ثورة 25 يناير بمثل هذا القبح فتكتشف أنه كان يرتدى تحت قميصه الأبيض وبدلته «الاسموكن» ملابس داخلية متسخة من أيام الحزب الوطنى الساقط وكشافة «جمال مبارك» الذى خرج فى التطهير.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة