مقال أجلت كتابته كثيرا، أملا فى أن يرتدع البعض من الذين نصبوا أنفسهم زعماء وقادة ومفجرى ثورة 30 يونيو، عن ممارسة نفس الطقوس التى كان يمارسها الذين نصبوا أنفسهم مفجرى ثورة 25 يناير، إلا أن الأمر زاد عن القدرة على الصمت، وطفح الكيل، خاصة أن هؤلاء بدأوا يشكلون اتحاد ملاك لثورة 30 يونيو، على غرار اتحاد ملاك ثورة 25 يناير.
يضم الاتحاد المزايدين من المنتمين لعدد من أجهزة ومؤسسات الدولة الرسمية وغير الرسمية، وإعلاميين، ورؤساء أندية، وزادوا من الشعر بيتا، حيث يؤكدون أنهم وراء اندلاع ثورة 30 يونيو، وهو أمر بعيد تماماً عن الحقيقة، ثم يتبنون خطابا متعاليا، ويصدرون فتاوى التكفير لخصومهم، فى إعادة مقيتة لنفس خطاب وفتاوى اتحاد ملاك ثورة يناير.
تشكيل اتحاد ملاك ثورة 30 يونيو، ومن قبله اتحاد ملاك ثورة يناير، وكأن لابد للثورات أن يكون لها اتحاد ملاك، يفوضون أنفسهم بأنفسهم للتحدث باسمها والدفاع عنها بالحق والباطل، وتكفير كل من يحاول توجيه النقد لها، سواء كان بناءً أو حتى هداما، ويسيرون عكس اهتمام الغالبية الكاسحة من الشعب.
الأخطر من كل ذلك، أن هؤلاء بدأوا فى تأجيج الفتنة بين الثورتين، على عكس ما يؤكده ويؤمن به النظام السياسى، الذى يأتى على رأسه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بجانب أن اتحاد ملاك ثورة 30 يونيو، أصبح يمثل خطرا حقيقيا على النظام بأكمله، من خلال الطرح المتطرف ضد خصومهم.
أنا ومن خلال هذه النافذة، هاجمت بضراوة اتحاد ملاك ثورة يناير، ووصفتهم بثوار سوكا، وأنهم دشنوا خطابا متعاليا، وكفروا كل خصومهم، ولم ولن أسعى للانضمام لهذا الاتحاد أو ذاك، لكن الحقيقة عندما يصل الأمر من اتحاد ملاك ثورة يونيو إلى تحذير السيسى من اتخاذ أى قرار يتعلق بأمر ما، هنا الخطر الداهم.