الليلة.. ندوة حول "آفاق العصر الأمريكى" بمكتبة الإسكندرية

الأحد، 28 سبتمبر 2014 02:12 م
الليلة.. ندوة حول "آفاق العصر الأمريكى" بمكتبة الإسكندرية مكتبة الإسكندرية
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تنظم مكتبة الإسكندرية ندوة تحت عنوان "آفاق العصر الأمريكى: السيادة والنفوذ فى النظام العالمى الجديد" يلقيها الدكتور جمال سند السويدى، المدير العام لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بأبو ظبى، الإمارات العربية المتحدة، وذلك اليوم 28 سبتمبر الجارى، فى تمام الساعة الثالثة عصرا، بقاعة الوفود بمركز المؤتمرات بمكتبة الإسكندرية.

وتتناول الندوة عرض ومناقشة إصدار يحمل نفس الاسم للدكتور جمال سند السويدى يسلط الضوء على بنية القوة فى النظام العالمى الجديد، وهو المصطلح الرئيسى الذى تتمحور حوله فصول الكتاب.
يسلِّط مدخل الكتاب المعنون: مدخل: بنية القوة فى النظام العالمى الجديد "إشكالية الكتاب"، الضوء على المصطلح الرئيسى الذى تتمحور حوله فصول الكتاب، وهو "النظام العالمى الجديد".

ويستعرض كذلك إشكالية الكتاب المتعلقة بهذا النظام، ويطرح تساؤلات عدة حولها؛ منها: ما عوامل ظهور النظام العالمى الجديد؟ وما القوى الفاعلة فيه؟ وما بنية هذا النظام؟ وما أهم العوامل المؤثرة فيه؟.

ويتضمن المدخل أيضاً الأطروحة المركزية للكتاب، وهى: أن الولايات المتحدة الأمريكية تعد القطب المهيمن على النظام العالمى الجديد، وأن العالم لم يزل يستشرف آفاق العصر الأمريكى الذى سيستمر نحو خمسة عقود كاملة على أقل تقدير؛ بناء على ما يورده الكتاب من معطيات وبيانات إحصائية ومعلومات دقيقة، تبرهن على عمق التفوق النوعى الأمريكي؛ طبقاً لمتغيرات المقارنة والمعايير التى حددها المؤلف لذلك؛ وهى: الاقتصاد، والتطور العسكرى، وموارد الطاقة، والنقل، والتعليم، والثقافة، والتقدم التقنى. ووفقاً لهذه المعايير، تم تحديد بنية القوة فى النظام العالمى الجديد فى شكل هرمى، تعتلى قمته الولايات المتحدة الأمريكية منفردة، يليها فى المرتبة الثانية كل من روسيا والصين والاتحاد الأوروبى، ثم فى المرتبة الثالثة كل من اليابان والهند والبرازيل، ثم باقى دول العالم. ويعد مدخل الكتاب، بمنزلة بنية معرفية أساسية لازمة لفصوله السبعة التى تتناول نشأة النظام العالمى الجديد وواقعه ومستقبله بأبعاده المختلفة.

ويقدم الفصل الأول المعنون: النظام العالمى الجديد: المفاهيم والسمات، إطاراً نظرياً لمفهوم النظام العالمى الجديد بأبعاده المختلفة، من خلال محورين رئيسيين: المحور الأول، يتعلق بالمفاهيم المرتبطة بهذا النظام، والأدبيات التى تناولت ظهور النظام العالمى منذ معاهدة وستفاليا الموقعة عام 1648 حتى الوقت الراهن، وما تثيره من جدل حول طبيعة هذا النظام وتوزيع هيكل القوة فيه، كما يتناول المحور الأول من هذا الفصل أيضاً، التعرف على دور الأبعاد السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والتقنية وموارد الطاقة، وما تمثله من أهمية فى تحديد ترتيب القوى فى النظام العالمى الجديد، وكيف نجحت الولايات المتحدة الأمريكية، فى توظيف هذه الأدوات مجتمعة فى تشكيل النظام الذى تريده، وقيادته؛ وفق رؤية استراتيجية كونية تهدف إلى الحفاظ على التفوق الأمريكى فى مواجهة القوى الكبرى. ويقدم المحور الأول - أيضاً - تقييماً موضوعياً للأطر المختلفة التى تستخدم فى تحليل مفهوم النظام العالمى الجديد. أما المحور الثانى من هذا الفصل، فيتناول أبرز سمات النظام العالمى الجديد، وهى التى تلعب دوراً مهماً فى تفاعلات هذا النظام، وتضع فى الوقت ذاته خطوطاً فاصلة بينه وبين ما سبقه من مراحل تاريخية مر بها النظام العالمى.

ويتناول الفصل الثانى العوامل المؤثرة فى بنية النظام العالمى الجديد، وهى التى تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر فى هيكليته وأنماط التفاعل الدائرة داخل هذا النظام؛ ومن هذه العوامل: العلاقة بين الحضارات، وموقع القوة فى العلاقات الدولية، والعوامل الاقتصادية، والتفوق العسكري، والتطور التقني، والتقدم المعرفي، والتحديات والمتغيرات الجديدة، وسلوك القوى الكبرى داخل النظام العالمي. أما الفصل الثالث المعنون: النظام العالمى: منعطفات تاريخية فارقة، فيستهدف بلورة صورة تشخيصية متكاملة، تسهم فى فهم التحولات التاريخية للنظام العالمى وصولاً إلى إدراك طبيعة الواقع العالمى المعاصر. ويتميز العرض التاريخى فى هذا الفصل بسمة استثنائية ربما تضعه فى خانة التفرد البحثي، حيث يستعرض المسارات التاريخية للنظام العالمي، منذ نشأة الدولة العثمانية فى الشرق مروراً بالإمبراطورية الغربية: الإسبانية والبرتغالية.. وغيرهما، فى بادرة تؤرخ لرؤية علمية متوازنة فى التأريخ للنظام العالمــى، من دون تجاهــل وجود تأثير للشرق فى العلاقات الدولية على مر التاريخ.

ويركز الفصل الرابع: "الاقتصاد والتجارة والطاقة"، على استقراء دور العوامل الاقتصادية فى الاستدلال والبرهنة على هيكل النظام العالمى الجديد وترتيب القوى ضمنه، مشيراً إلى أنه على الرغم من التصاعد الملحوظ للاقتصاد الصينى خلال العقدين الماضيين، فإنه لايزال يمثِّل نحو نصف حجم الاقتصاد الأمريكي، كما أنه لايزال فى مصافّ الدول النامية، إذا ما تم الأخذ بمعيار متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى الإجمالي. وكذلك، يتميز الاقتصاد الأمريكى بالمرونة وبدرجة عالية من الاعتماد على القوى الداخلية للنمــو، وعلى الابتكار، مقابل اعتمــاد الصين على الاستثمار الأجنبى واستغلال ميزة رخص تكلفة الأيدى العاملة فى صناعات موجهة للتصدير، وهى الأمور التى قد تجعل الصين أكثر عرضة للتأثر سلبياً بصدمات اقتصادية مستقبلية. ويتوقع المؤلف أن تؤدى التطورات فى قطاع الطاقة إلى تأثير كبير فى ترتيب القوى فى ظل النظام العالمى الجديد؛ حيث تتصاعد درجة اعتماد الولايات المتحدة الأمريكية على الذات فى إنتاج الطاقة بابتكاراتها فى مجالى الغاز والنفط الصخريين، وأيضاً فى تحولها التدريجى إلى الاعتماد على موارد الطاقة غير التقليدية من نصف الكرة الغربى "الأمريكتين"، ما سيعطيها ميزة نسبية قوية مستقبلاً.

ويتميز الفصل الخامس المعنون: اتجاهات الجمهور حول النظام العالمى الجديد: دراسة مسحية لعينة من السكان فى دولة الإمارات العربية المتحدة، بكونه يقدم نتائج دراسة مسحية لآراء الجمهور، واتجاهاته فى دولة الإمارات العربية المتحدة، حول النظام العالمى الجديد؛ حيث تم التركيز فى هذه الدراسة على متغيرات الجنسية، والعمر، والنوع، والمستوى التعليمى، كمتغيرات لتفسير التباين فى آراء الجمهور ومواقفه تجاه النظام العالمى الجديد.

ويناقش الفصل السادس: "النظام العالمى الجديد والتغيرات البنيوية المتوقعة وتأثيراتها"، توقعات المؤلف للتغيرات الاستراتيجية الهيكلية فى النظام العالمى الجديد خلال العقود الخمسة المقبلة، مؤكداً أن الأحادية القطبية لها تأثيرها فى العالم من أكثر من ناحية، متوقعاً أن يزداد تأثير الولايات المتحدة الأمريكية فى المؤسسات المالية العالمية، كما ستعمل واشنطن خلال العقد المقبل على الحد من اعتمادها على النفط من المناطق التى تزداد فيها مخاطر عدم الاستقرار، مثل: الشرق الأوسط، وهذا سيؤثر فى السياسة الأمريكية تجاه هذه المناطق.

أما الفصل السابع والأخير: "النظام العالمى الجديد: رؤية مستقبلية"، فيؤكد أن النظام العالمى الجديد يتسم بعدد من الملامح التى ستكون من أهم محددات ترتيب القوى فى حقبة هذا النظام، منها أنه نظام عالمى تتزايد فيه درجة الاعتماد على التقنية والنظم غير التقليدية للإنتاج والتواصل؛ وذلك على حساب التراجع والاضمحلال للنظم التقليدية. وهذا النظام تتزايد فى ظله درجة الاعتماد على الهندسة الوراثية والاستنساخ وتقنيات مثل تقنية النانو، من أجل إيجاد حلول لمشكلات رئيسية؛ كتحقيق الأمن الغذائى، وسد فجوة موارد الطاقة، وتحقيق التقدم فى مجالات الطب وتطوير القدرات البشرية، وهو أيضاً نظام عالمى تتزايد فيه الضغوط على النظام الرأسمالى من أجل تطويره وتمكينه من الاستمرارية والبقاء.

وفى خاتمة الكتاب، يشير المؤلف إلى أن المنطقة العربية، هى مركز أحداث، ونقطة تماسّ تضم كثيراً من الملفات الاستراتيجية ذات الصلة الوثيقة بـ"آفاق العصر الأمريكى"، فهناك الأزمة السورية ومسار الأحداث فى بعض الدول العربية التى شهدت فى السنوات الأخيرة تغييرات سياسية أطاحت أنظمة سياسية تعود إلى حقب تاريخية تسبق قيام النظام العالمى الجديد، مثل: مصر وليبيا واليمن وتونس .











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة