بمقياس علم النفس.. الروح المعنوية وحالة التفاؤل والأمل ترتفع عند المصريين بعد خطابات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتشيع روح الخطاب أجواء من الثقة فى المستقبل والقدرة على الإنجاز.
الخطاب الأخير أمام الأمم المتحدة ترقبه الناس مثل مباريات منتخب مصر لكرة القدم فى كأس العالم أو بطولة أفريقيا، الغالبية جلسوا أمام شاشات الفضائيات للاستماع إلى كلمة الرئيس أمام زعماء ورؤساء العالم فى أول زيارة له إلى نيويورك وفى أول تحد دولى حقيقى لمصر بعد 30 يونيو.
بعد الخطاب احتفل الناس بالأداء الرئاسى الراقى المعبر عن القوة المستمدة من الدعم الشعبى، وفى بعض المناطق الشعبية انطلقت الزغاريد فرحًا وفخرًا بالخطاب، والرئيس الذى حاز إعجاب وإبهار العالم.
داخل كل من شاهد الخطاب تسكن أمنية وحيدة بمجرد انتهاء الخطاب وارتفاع الروح المعنوية
أن يخرج إلى الشارع فى المنطقة أو الحى أو المدينة أو القرية التى يعيش فيها ليرى أداء الحكومة والأجهزة التنفيذية والمحليات على قدر مستوى الأداء وحالة البهجة والأمل التى أشاعها خطاب الرئيس. لكن آثار الحالة، تزول بمجرد أن ينزل المواطن المسكين الذى يراهن على الرئيس وحده الآن إلى الشارع، ليصطدم بواقع مرير.
أكوام القمامة حوله فى كل مكان، ولا فرق بين حى شعبى وحى راق فى مستوى النظافة المتدنى، ومن لا يصدق فعليه بشوارع محافظة الجيزة. الفوضى المرورية وانقطاع التيار الكهربائى الدائم والخدمات الصحية الغائبة والمستشفيات الحكومية التى تحولت إلى خرابات.
للأسف هناك فارق ضخم وفجوة واسعة فى الروح المتحفزة والرغبة فى العمل والإنجاز وفى الأداء عمومًا بين الرئيس وبين الجهاز الحكومى والجهاز البيروقراطى المترهل، والمحليات التى يعشش فيها الفساد، فلم يحدث التغيير المطلوب فى باقى قطاعات الدولة، ولم يلمس الناس التأثير الإيجابى للأداء الرئاسى عليها، ربما نجد هناك نماذج قليلة للغاية فى مدينة هنا أو قرية هناك
يسعى المسؤول فيها إلى العمل بإخلاص وجد تماشيًا مع تحديات المرحلة الجديدة. الباقون مازالوا «على قديمه» فى انتظار أن تستقر الأوضاع وتسير على ماكانت عليه طوال أكثر من 30 عامًا ماضية ولا حياة لمن تنادى
ولا أثار أو شواهد للحرب على الفساد الذى يتحدث عنها المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء على أرض الواقع.
الناس تتمنى أن يتسق ويتناغم أداء كل قطاعات الدولة خاصة المحليات مع أداء الرئيس السيسى، وإلا فالنجاح لن يكون سهلا على الإطلاق.