على هامش إجازتى الصيفية فى الإسكندرية قبل أسبوع، التقيت بالعديد من أطياف المجتمع «السكندرى» المهتمين بالشأن العام، منهم آساتذة جامعة، ورجال أعمال، وشباب، بالطبع كان الهم العام هو المسيطر على كل حوارات السهرات، يتفق الجميع على أنه من الضرورى دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى، سألت الجميع أكثر من مرة عن توقعاتهم حول الانتخابات البرلمانية المقبلة، فكان الاتفاق على أن الأحزاب خارج المنافسة، وتوقع أستاذ جامعى يعتزم الترشح: «لن تحصل الأحزاب فى القائمة على شىء، وسيكون لها حصة قليلة جدا فى المقاعد الفردية»، وتناول الجميع أسماء الأحزاب التى تشيع أنها كبيرة ومؤثرة، وأكدوا أنها ليست موجودة على أرض الواقع، ولما سألت عن التواجد الإخوانى والسلفى، الذى كان ملحوظا فى الانتخابات الماضية، قالوا: إن السلفيين يمكن أن يحققوا مقعدين، أما الإخوان فهم غائبون، وأبدى أحد الحاضرين شكوكه حول تسرب كوادر منهم فى بعض الأحزاب من أجل الترشيح، وضرب مثلا بشخص يعرفه انضم إلى حزب المؤتمر.
قال رجل أعمال بارز ومؤثر ويحظى باحترام الجميع وله خبرة انتخابية كبيرة: إن المستقلين سيحصدون معظم مقاعد البرلمان، وذكر لى أسماء مرشحين من الوزن الثقيل سيخوضون الانتخابات فى كل دوائر الإسكندرية، وذكر جملة موحية: «كل الأحزاب بتتكلم فى الإعلام، لكن اللى وخدنها جد بيشتغلوا جد على الأرض، ودول مش فى الأحزاب، كلهم مستقلين»، وزاد رجل الأعمال بقوله: «هؤلاء سيفوزون بالانتخابات وسيكونوا الظهير الشعبى للرئيس السيسى، وفوزهم سيكون بجهدهم وليس بتدخل من أحد»، وأضاف: «الانتخابات لم تعد تدار بمنطق الكفيل الذى كان متبعا فى زمن مبارك، ويعنى أن كل مسؤول نافذ فى هذا النظام يكون له مرشحون على مستوى الجمهورية مما يضمن النجاح لهم»، سألته عما إذا كان هؤلاء سيؤسسون حزبا جديدا؟ فلم يعط الرجل إجابة قاطعة، لكنه قال: «كل شىء وارد»، وتوقع أن يحصد رجال نظام مبارك ما بين «25 و%30»، والسلفيون فى حدود «%5» «مقاعد فردية»، ولن يكون لهم نصيب فى القوائم، والأحزاب فى حدود «15 و%20»، وسيحصد المستقلون الباقى.
هذه القراءة التى تستند إلى كلمة مهمة وهى: «الأحزاب تتكلم فى الإعلام، لكن اللى وخدنها جد بيتشغلوا على الأرض»، سواء كانت صحيحة تماما أو ينقصها الدقة إلى حد ما فى «نسب الفوز»، إلا أنها أخذتنى إلى ما ذكره الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، فى حواره مع برنامج «العاشرة مساء» أول أمس عن أنه يرفض انضمام حمدين صباحى إلى تحالف «الوفد المصرى»، لأنه سيؤثر سلبا على التحالف إذا انضم إليه، وهو قول يفتح باب جهنم فى الانتخابات المقبلة، وينسف أى أفكار حول تنسيق الترشيح فى الدوائر بين الأحزاب، كما أنه يفتقد إلى الحصافة السياسية والانتخابية فى آن واحد، حيث يخلق حالة عدائية من كوارد وأنصار الكيانات السياسية التى يمثلها «حمدين» لمرشحى الوفد فى الدوائر التى لا يكون لهذه الكيانات مرشحون فيها.
وعلى كل الذين يمارسون هذا «العك» أن يعيدوا قراءة رجل الأعمال السكندرى لعلهم يستيفدون منها شيئا.