تعرفون جميعا قصص المصريين اليائسين أو المأزومين نفسيا، الذين كانوا يطرقون أبواب السفارات الإسرائيلية فى العواصم الأوروبية، يطلبون أن يعملوا جواسيس مقابل أموال،
وكيف كانت السفارات والأجهزة المعاونة تقوم بجهد كبير للانتشار وسط تجمعات المصريين فى الخارج، وانتشال اليائسين من يأسهم، واسترجاع الحملان الضالة بعد عبورها عتبة الخطر
الآن تراجعت هذه الظاهرة، ربما لأن المعلومات متاحة ووسائل الاتصال لم تدع لطرق التجسس التقليدية مكانا، ولم تعد السفارات الإسرائيلية بحاجة لمن يطرقون أبوابها يعرضون التطوع بالمعلومات لقاء النقود، إلا أن ظواهر جديدة أكثر جذبا وتدميرا حلت محل ظاهرة الارتماء فى أحضان إسرائيل،
وأصبح الارتماء فى أحضان الجماعات المتطرفة والعنيفة نوعا من الهروب السهل للكثير من اليائسين والمأزومين وغير المتحققين، وفرصة للبعض للتمتع والكسب.
وأصبح من الشائع الآن أن يهاجر الشباب العاطل والمأزوم والمضلل فكريا إلى سوريا عبر تركيا أو قبرص أو لبنان للانضمام إلى جبهة النصرة أو داعش، لتحويل ألعاب البلاى ستيشن عن القتل إلى حقيقة واقعة، وإرضاء النوازع المرضية والكبت الجنسى بسبى النساء،
والتمتع بملك اليمين وشراء الجوارى من الأسواق. كما أصبح من الشائع أيضا البحث عن الخلايا التكفيرية فى سيناء والمنطقة الغربية أو جنوب الصعيد، والانضمام إليهم، أو مدهم بأى معلومات، أو حتى تنفيذ مهام لحسابهم، بعد أن أصبحت هذه الخلايا تتلقى حقائب الدولارات المكتظة، وتوظفها فى نشر القتل والتخريب، بأوامر من الرجال الغامضين الذين يحركون القيادات الكبيرة لهذه الجماعات. المطلوب الآن،
فضلا عن اليقظة الأمنية، وضع الحكومة لبرامج فورية لإنقاذ اليائسين والعاطلين، وفتح باب الأمل من جديد أمامهم، ولن يتم ذلك بخطة مركزية من الحكومة مباشرة، ولكن من خلال جهود معلوماتية، ومسح شامل يقوم به كل محافظ لوضع خريطة سكانية وجغرافية لمحافظته،
والأماكن والقطاعات التى تحتاج إلى تدخل وقائى سريع، ببرامج لمواجهة الفقر والبطالة وتوظيف الطاقات المعطلة، فيما يعود بالفائدة عليها وعلى المجتمع. وفى هذا السياق يمكن توظيف القطاع الخاص والمجتمع المدنى بجمعيات التنمية المحلية المنتشرة فى النجوع والقرى والعشوائيات والأحياء الفقيرة، ولا تستخدم طاقاتها الكاملة لنفع المجتمع أو تحقيق المستهدف من إشهارها أصلا.
هل يمكن أن يكون المشروع الوقائى لإنقاذ اليائسين من شيطان التطرف مشروعنا القومى خلال مرحلة استعادة الروح والوعى؟ يارب.. آمين
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة