ما الغرض من وراء هذه الضجة الإعلامية الكبرى للخناقة الشخصية بين الدكتور الطبيب باسم يوسف والدكتور المحامى خالد أبوبكر فى مطار نيويورك وتواصلها فى مطار القاهرة؟
وما علاقة الرأى العام العادى من العامة والبسطاء حتى تفرض عليه أنباء وتداعيات وتطورات غزوة نيويورك بين شخصين تقابلا بالصدفة فى المطار فى حضور أشخاص آخرين، ووقعت مشادة كلامية قد يراها البعض مقصودة لغرض فى نفس كل طرف من أطراف الموقعة لا يعلمها سواهما وآخرون عالمون ببواطن الطبيب والمحامى.
ماذا استفاد الناس من خناقة عابرة بين اثنين حتى تشغل هذه المساحة الزمنية فى الفضائيات المسائية على حساب قضايا بالتأكيد وبالقطع أهم وأجدى من معركة باسم وخالد وتطاول الأول على الإعلام والإعلاميين، وإسراع الآخر للإبلاغ عما حدث فورا عبر تويتر وإظهار ذاته كأنه المدافع الحق عن شرف المهنة والدولة فى قلب نيويورك وتطوير أدوات الدفاع بصفته محاميًا فى مطار القاهرة، ومحاولة توريط آخرين فى المعركة البائسة التى لا تهم سوى أطرافها.
الاهتمام بالواقعة نعزوه بالطبع إلى امتهان الطبيب والمحامى مهنة الإعلام والشهرة التى حصلا عليها من الفضائيات التى استقطبتهما من المهنة الأصلية لكل منهما، فالدكتور باسم يوسف كان طبيبا جراح بجامعة بنى سويف، وجذبته أضواء الإعلام وشهوته وإغراءه فخسره الطب والمرضى معا، وكان يمكن أن يكون مفيدًا لهم إذا اجتهد واستمر فى مهنته، والدكتور خالد أبوبكر كان – وربما مازال أحيانًا- محاميًا تردد أنه «دولى» ومع دأبه وعشقه للظهور فى الإعلام تحول مع الأوضاع الإعلامية الجديدة بعد 25 يناير إلى زميل إعلامى لامع ينافس الطبيب الدكتور باسم يوسف وكل الأطباء والمحامين الذين حملوا بعد ذلك صفة البيه «إعلامى».
المؤسف فى هذه الضجة المفتعلة أنها تظهر للناس واقع الحال لبعض المنتسبين الجدد للإعلام المصرى المطالب بلعب دور رئيسى وحيوى فى مرحلة البناء والتنمية والتحديات الكبرى، وليس دور التلميع والدخول فى صراع المسلسلات التركية مثل «حريم السلطان» وتقديم الذات على حساب الآخرين، ظنا أن ذلك هو مصوغ التعيين والتقدم إلى الصفوف الأولى.