إلهى لا إله سواك ومن سجد لغيرك فقد ضل السبيل إلى السعادة فى عالم الشهادة وفى الآخرة ومن عصاك ورضى بالمعصية وافتخر بها وأعلنها فقد اختار الضلال رفيقًا واستنشق رياح العذاب فى ليله ونهاره وسار على غير هدى كمن سقط فى بئر عميقة بلا قرار، وفقد كل ما هو جميل ونورانى فى ظاهره وباطنه وأصبح بدنه بيت المعصية والظلام ويأخذ قلبه فى الموات جزءا وراء جزء حتى يموت تمامًا ويعيش فيه شيطانه ليزيده كفرًا وفجرًا ولا مخرج ولا أمل له سوى التوبة والندم على ما جرى على يديه وبقلبه.
إذا سعيت لرب الوجود الرب المعبود أعلن حبك بأن تسلم له ذاتك وحياتك ودنياك، وتقول كما قال سيد الأنبياء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام «إن لم يكن بك غضب على فلا أبالى...» وإذا أعلنت حبك لله سبحانه وتعالى أحبك الله جل جلاله وإذا أحبك الله الرحمن الرحيم قربك الله الجواد الكريم فشربت كأس المنى والهناء وأصبحت عبدًا ربانيًا يحبك أهل السماء والأرض، وينير الله العلى القدير قلبك وعقلك فتفهم كلماته المقدسة وتدخل حظيرة القدس وتفهم أسرار السنة النبوية الشريفة ويمتلئ قلبك نورًا وحبًا ورحمة لخلق الله جميعًا «عباد الرحمن الذين يمشون على هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا»، وتفهم معنى قول العزيز الحكيم «ولكم فى رسول الله أسوة حسنة» فرسول الله عليه الصلاة والسلام هو الإنسان الكامل والرحمة المهداة «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» وهو الذى كان فى ذكر دائم لله رب العالمين «تنام عينى ولا ينام قلبى». فبحبك لله الحليم الكريم وبحبك للقدوة المثلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تعرف معنى الأنس بالله سبحانه وتعالى فلا تقبل عنه بديلا حتى وإن ضاقت عليك الدنيا فأنت فى غبطة يحسدك عليها القريب والبعيد. وآنذاك تفهم الآية الشريفة «أليس الله بكاف عبده».