- الدكتور كمال الجنزورى يدخل دائرة الترشيحات لرئاسة مجلس النواب.
- الدكتور السيد البدوى يرشح عمر موسى لرئاسة مجلس النواب.
- المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية السابق ترشحه شخصيات وكيانات سياسية لرئاسة مجلس النواب.
ثلاثة أسماء يدور بينهم الجدل حول رئاسة مجلس النواب المقبل وبالطبع لهم كل الاحترام والتقدير، وكما يبدو فإن التحركات من أجل تكوين تحالفات انتخابية تسير وكأنها تبحث عن الرئيس المقبل ل-«المجلس» قبل بحثها عن المرشحين الذين سيخوضون الانتخابات، والقصة كلها تعبر عن «تراجيديا سياسية» بامتياز، فلا التحالفات المزعومة مؤهلة للفوز بالانتخابات، ولا الجدل المثار حول رئاسة البرلمان يعبر عن روح سياسية جامعة وطموحة إلى أفق جديد.
يطل علينا زمن مبارك فى هذه القضية بامتياز، اشتهر «مبارك» بانحيازه إلى الاحتفاظ برجاله حتى آخر العمر، هو نفسه قال: إنه سيحكم طالما لديه نفس، البعض اعتبرها وقتئذ رسالة موجهة إلى من يتحدثون عن التوريث، لكن الأهم أنها عبرت عن طبيعة حكم يصمم على البقاء مهما بلغ «الرأس شيبا»، وصف الأستاذ «هيكل» نظام مبارك بـ«سلطة شاخت على مقاعدها»، وأضيف إلى أسباب معارضة مبارك ونظامه أنه يسد الفرصة أمام الشباب، مما يؤدى إلى انسداد شرايين التغيير، كانت الحجة التى يرددها مبارك ورجاله هى «الاستقرار»، كان هذا يحدث بينما الدول المستقرة بجد يتغير حاكمها انتخابيا كل أربع أو ثمانى سنوات، وعبر ذلك حكم «كلينتون» أمريكا وهو فى الأربعينيات من عمره وأوباما مثل حاضر، وتونى بلير فى بريطانيا ليتلوه رؤساء حكومات أصغر منه، ونتنياهو فى إسرائيل، ولم تكن فرنسا وإسبانيا استثناء، وامتدت المسألة إلى معظم دول أمريكا اللاتينية.
شاع وقت حكم مبارك تعبير أننا محكومون بـ«جيل الحرب العالمية الأولى»، كنوع من انتقاد هيمنة كبار السن على الحياة السياسية فى مصر، ولم تكن أحزاب المعارضة استثناء من ذلك، وأدى ذلك إلى تشقاقات، بخروج جماعى منها، وكانت الحساسية بين الأجيال هى الحاكم فى ذلك، فبينما كان الشباب يبحث عن فرصته، كانت أجيال «الحرب العالمية الأولى» لا تفرط فى مقاعدها، قد يقول قائل: «خذوا الحكمة من هؤلاء»، وهذا قول صحيح، لكن ليس كل الشباب بلا حكمة، كما أن «حكمة الفرد» تتحول إلى «حكمة جماعة» حين يشعر كل فرد فيها أن كفاءته هى التى ستؤهله إلى القيادة، وأن «كبار الجماعة» يعملون قولا وفعلا من أجل تصعيد شبابها.
فى مصر وقبل ثورة 23 يوليو 1952، وصلت النخب السياسية إلى درجة الإفلاس، وضمن ما قيل وقتها من أسباب الإفلاس أن بقاء هذه النخب كما هى لسنوات طويلة فى ظل لعبة سياسية محبوكة أفقد مصر حالة الحلم، ولما جاءت ثورة 23 يوليو كان معدل سن ضباط الثورة ما بين 28 عاما حتى 34 عاما «عمر جمال عبدالناصر» قائد الثورة، وبدأت العجلة فى الدوران ليفرز قيادات ووزراء فى الثلاثينيات من العمر، مثل عزيز صدقى، ومصطفى خليل، وعبدالمنعم القيسونى، وغيرهم.
نحتاج عمرو موسى وكمال الجنزورى وعدلى منصور وغيرهم من الحكماء فى أى مواقع، ولكن لماذا لا يمسك هؤلاء أنفسهم يد الشباب إلى القيادة؟