ناصر عراق

أبوالعز الحريرى والسينما!

الجمعة، 05 سبتمبر 2014 06:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يمكن أن تتجرأ السينما المصرية وتنتج فيلمًا عن المناضل أبوالعز الحريرى «1946/ 2014» الذى غاب عن دنيانا أمس الأول؟، هل يملك أحد المنتجين الجسارة ليضع أمواله تحت يد مخرج نبيه ليقدم لنا حكاية رجل قاوم الظلم الاجتماعى ببسالة، ووقف ضد بطش الحكام بقوة، ورأى فى نفسه القدرة لينافس على منصب رئيس الجمهورية؟
والسؤال الأهم: هل نحلم أن تتسع دوائر اهتمامات أحزابنا السياسية لتشمل الفنون بتنويعاتها، فلا نتعجب إذا تولت أحزاب اليسار إنتاج فيلم يتناول قصة أحد اليساريين الشرفاء الذين أخلصوا لهذا الوطن، وانحازوا لعماله وفلاحيه وفقرائه؟
المثير للحزن أن هناك أحزابًا تتكئ على موارد مالية ضخمة تمكنها من ارتياد مجال الإنتاج السينمائى، ومع ذلك لا يفكر قادة هذه الأحزاب فى هذا الأمر على الإطلاق، بالرغم من أن الفيلم السينمائى الجيد – والمتعوب عليه فنيًا ودعائيًا كما يقول أهلنا فى بلاد الشام – سيحقق إيرادات كبيرة تسهم فى زيادة موارد الحزب!
تخيل معى عدد الأفلام التى من حقنا أن ننجزها ونشاهدها ونستمتع بها إذا انتبه صناع السينما، ومبدعوها إلى هذه الأسماء اللامعة فى حياتنا الفكرية والإبداعية والسياسية، مثل رفاعة الطهطاوى، وعلى مبارك، وشوقى، ويوسف وهبى، وطه حسين، والحكيم، ونجيب محفوظ، وعبدالوهاب، ورياض السنباطى، وأحمد عرابى، وسعد زغلول، ومحمد فريد، ومصطفى النحاس، وصفية زغلول، وهدى شعراوى، ونبوية موسى، وأمينة رزق، وفاتن حمامة، ومحمود مختار، ومحمود سعيد، وراغب عياد، ونبيل الهلالى، وأحمد بهاء الدين، وهيكل، والبابا شنودة، وجمال حمدان، وأحمد عبدالله رزة، وأحمد سيف الإسلام، وغيرهم عشرات من الذين عشقوا هذا البلد الأمين!
إن صناع السينما عندنا لا يدركون قيمة الأفلام التى تستلهم سيرة أحد الشرفاء الذين تركوا بصمة فى حياة مجتمعهم، ولعل أفلام مثل «مصطفى كامل/ 1952»، و«حسن ونعيمة/ 1959»، «وسيد درويش/ 1966» التى تلقى إقبالًا كبيرًا عند عرضها فى الفضائيات حتى الآن تؤكد أن الجمهور على استعداد تام للإقبال عليها إذا تم إنجازها بشكل فنى راق!
لا ريب فى أن حظوظ السينما من تلك النوعية من الأفلام شحيح فى مصر بصورة مؤسفة، ولا شك أن الأمر فى حاجة إلى كاتب سيناريو متميز لينقل لنا قصة حياة أحد المؤثرين، وهو ما لا يحدث عندنا إلا نادرًا «افتح هذا القوس لأذكرك بفيلم المرأة الحديدية الذى قدم شخصية مارجريت تاتشر رئيسة وزراء إنجلترا، وهى ما زالت على قيد الحياة، وكم أجادت ميريل ستريب فى تقمص الدور، وقد حقق الفيلم إيرادات ضخمة للغاية».
إننى أطالب صناع السينما، وأجهزة الدولة، وعلى رأسها وزارة الثقافة، بضرورة وضع خطة لإنتاج أفلام تتناول سيرة الكبار فى بلدنا، وما أكثرهم حتى تتعلم الأجيال الجديدة كيف يصبح الإنسان جادًا ومخلصًا ومفيدًا لنفسه ولوطنه، مثلما كان الراحل الشريف أبوالعز الحريرى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة