د. غيضان السيد على يكتب: العلم نور والجهل ظلمات

الثلاثاء، 09 سبتمبر 2014 06:03 م
د. غيضان السيد على يكتب: العلم نور والجهل ظلمات صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العلم نور الحياة وسبب بهاء الدنيا وجمالها وزينتها وحضارتها، هو من أكبر أسباب سعادة العبد فى الدنيا والآخرة، وأول فجر جديد تنسم فى حياة العلم هو تعليم الله لآدم الأسماء كلها، فقد كرم الله عز وجل الإنسان على سائر مخلوقاته بأن أودع فيه وعاءً كريمًا وجوهرة سليمة يعقل بها ما يُلقى عليه، ألا وهو العقل الذى جعله الله تعالى مناط التكليف وأساس المسئولية ، فلا حساب ولا مسئولية على من فقد عقله.

والعلم له أهمية فى الحياة، وعلى كل فرد فى المجتمع أن يهتم بتحصيل العلم، فأول آيات القرآن الكريم تحث على القراءة وطلب العلم، حيث يقول الله تعالى فى كتابه العزيز " اقرأ باسم ربك الذى خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذى علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم " (سورة القلم 1-5).

نجد فى هذه الآيات الكريمة نداءً ربانياً للنبى محمد صلى الله عليه وسلم بأن يقرأ، وهو فى الوقت ذاته نداءً للأمة كلها يحثها على القراءة وطلب العلم، كما نجد حثًا على طلب العلم بنوعيه الدينى( باسم ربك) والدنيوى (الذى خلق)، وللأسف الشديد صارت أمة اقرأ لا تقرأ ولا تريد أن تقرأ ولا تحب من يقرأ!!

إذًا حث الإسلام على طلب العلم من المهد إلى اللحد، ونزلت آيات كثيرة أخرى تحث على العلم، والعلم الآن بدأ ينتشر فى كل عصر ومصر، وكل عصر كان يُعَلِم ويفكر ويخترع، ويصنع ما يناسبه من أمور الحياة، ارتبطت به الحياة كارتباط الجسد بالروح، وظل العلم يتدرج حتى ظنت كل أمة أن أحدا لن يعلم علمها ولن يصنع صنعها ولن يصل إلى حضارتها.

لكن علم البشرية كله قليل بالنسبة لعلم الله، وما زال الإنسان يتعلم ويتعلم، ولابد للإنسان أن يتعلم فبدون العلم لن يبلغ الإنسان السعادة المنشودة، ومن نعم الله على البشرية أن ينعم عليها بالعلماء الذين ييسرون لها سبل العيش والراحة .
فلله در من قال:
فلولا العلم ما سعدت نفــــوس ولا عُرف الحلالُ من الحـرام
فبالعلم النجاةُ من المخــــــازى وبالجهل المذلة والرغــــــــام
هو الهادى الدليلُ إلى المعالى ومصباح يضىء به الظــــلام
ولذلك علينا دائما أن نحرص على طلب العلم ، ونحرص أيضا على تقدير العلم وإكرام أهل العلم، والتعلم منهم والتقرب إليهم، لأنهم كرام النفوس يتميزون بالعفة والكرامة، وحب صادق للأوطان.

فبالعلم يستطيع الأطباء أن يخففوا الآلام عن المرضى، ويضمدوا الجراح، ويخففوا الشعور بالآلام، ويعيدوا للناس كامل الصحة والعافية- بإذن الله تعالى- التى هى تاج على رؤؤس الأصحاء.

وبالعلم يستطيع المهندسون أن يبنوا المنازل والعمارات الشاهقة التى تأوى الناس، وتقيهم البرد والحر وتحفظهم من كل شىء، وتساهم فى حل مشكلة الإسكان وزواج الشباب.

وبالعلم يستطيع المدرسون والمعلمون أن ينشئوا جيلا عالما يستطيع أن يسهم فى حل مشكلات المجتمعات، ويكمل طريق الاكتشافات والاختراعات المفيدة للبشرية.

ولذلك علينا أن نتعلم العلم لخدمة البشرية والإنسانية ابتغاءً لوجه الله تعالى، نتعلم العلم لنعرف به الحلال من الحرام، نتعلمه لله فإن تعلمه لله خشية وطلبه عبادة ودراسته تسبيح، قال على رضى الله عنه" العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال والعلم حاكم والمال محكوم عليه، والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو بالإنفاق ".

أما الجهل، فالجهل ظلمات، لا يستطيع الإنسان أن يهنىء بعيش فى وجوده؛ فبالعلم يبنى الناس ملكهم، فلم يبن مُلكٌ على جهلٍ وإقلال، فالجهل عدو من أعداء البشرية، يجب التصدى له بكل قوة ولا يكون ذلك إلا بتعلم العلم النافع المفيد الذى حثت عليه الأديان السماوية وكل الأنبياء ورسل الله الكرام .









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة