أيام وتنطلق أكبر فعالية ثقافية عربية وهى معرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى ينطلق فى الفترة من 28 يناير إلى 12 فبراير، بأرض المعارض بمدينة نصر، تحت عنوان «الثقافة والتجديد» محتفيا بشخصية الإمام محمد عبده، المفكر التنويرى الكبير، وكذلك محتفيا بضيف شرف المعرض المملكة العربية السعودية. والمعرض هو الحدث الأكبر الذى يهم العديد من الأطراف المتفاعلة معه، والتى تتعاطاه سنويا، وأعنى بهم الناشرين، والمؤلفين، وأصحاب المكتبات، والجماهير، ويتم تنظيمه هذا العام وسط تأهب هذه الأطراف جميعا.. فالناشرون ينتظرونه بحكم كونه أكبر معارض الكتب عربيا، حسب كم الناشرين المصريين والعرب المشاركين فيه، وهو أكبر سوق سنوى، يتم تداول فيه تجارة الكتب، حيث بلغ عدد الناشرين المشاركين بالمعرض العام الماضى حوالى 755 ناشرا، وهو ما يشى بحجم التدفق الاقتصادى والثقافى، بما يتبعه من استعداد لا يجب أن ينحصر فقط على مجرد الحرص على تأمينه أمنيا وإن كان هذا الاتجاه هو اللبنة الأولى فى إنجاح أى حدث ثقافى بهذا الحجم.
ونجح القائمون على لجنة الإعداد لمعرض الكتاب هذا العام فى تدشين، للمرة الأولى، برنامج يخص جذب الناشرين الأجانب الذى يسمى «كايرو كولينج Cairo Calling»، وهو البرنامج الذى تحدث عنه الناشر شريف بكر صاحب دار العربى لأخبار الأدب، باعتباره جسرا جديدا بين الناشرين العرب والأجانب، يهدف لجعل الناشرين المصريين يلتقون بشركاء «البزنس» من الناشرين والمترجمين الأجانب، الذين يبحثون عمن يدلهم للولوج إلى الباب، هذا البرنامج الجديد الذى سيشهده المعرض، لن يكون فقط الغرض منه أن ننظم فعالية ثقافية كبيرة، بل الغرض الرئيسى هو تنشيط هذا المعرض تجاريا، بتنشيط حركة بيع حقوق الملكية الفكرية، بين الناشرين المصريين والأجانب، وكذلك إتاحة المعلومات عن الكتب المصرية والعربية للجميع، سواء الأجانب أو غيرهم من الجماهير الذين سيزورون المعرض.
وحسب ما دونه المنظمون لبرنامج «كايرو كولينج» على ظهر البانفلت الدعائى له، الذى تم توزيعه بمعرض «فرانكفورت» عن أهداف البرنامج، فإن البرنامج يتضمن تعريف زوار المعرض من الناشرين الأجانب المهتمين بالتعاون فى مجال الحقوق الملكية الفكرية، ووعد منظمو البرنامج - كايرو كولينج - بتنظيم عرض إرشادى للجماهير، أو للناشرين، فى موضوعات تتعلق بالناشرين أو بنوعية الكتب الصادرة، أو بأماكنها. وتأتى هذه المبادرة فى وقتها. دائما ما نتعامل مع معرض الكتاب بوصفه حدثا ثقافيا فقط، ومناسبة مهمة لتنظيم الندوات، أو لإصدار الكتب الجديدة، أو حتى لزيارته مع أطفالنا لإدخال البهجة على قلوبهم، وهذه ليست للأسف الأسباب المحفزة للتعامل مع هذا الحدث الأكبر واستثماره، فرئيس معرض الكتاب والهيئة المنظمة له تبذل جهدا كبيرا من أجل إنجاحه، ولا يمكن مطالبتها بأن تبذل المزيد، لكن أجهزة الدولة المختلفة يجب أن تبادر بطرح أفكارها حول وضع هذا الحدث على خارطة الأحداث المحلية. هنا أتحدث عن سوق كبير للمعرض، يتم تداول فيه كم تجارى ضخم من رؤوس الأموال، فوزارة التعليم يجب أن تعلق ملصقات المعرض الجديدة فى مدارسها المختلفة، وترسل توجيها إلى إداراتها التعليمية المختلفة بتنظيم رحلات إجبارية للطلاب إلى المعرض، وهو الأمر المتبع فى معارض الكتب العربية.
كذلك على وزارة التعليم العالى أن تنشر بالكليات المختلفة توجيها بالمعرض، وتحض أساتذة الجامعة على التوجه إلى الناشرين، وتخصص «كوبونات مالية» أو قسائم أشبه بقسائم التموين، لشراء الكتب من الناشرين، وكذلك توفر هذه «الكوبونات» لطلبة الجامعة، لحضهم على الذهاب وشراء الكتب، أعلم بينما أكتب هذه السطور أن بعض الطلبة يذهبون إلى المعرض ويشترون من ميزانيتهم الشخصية كتبا وأعمالا إبداعية، لكن هذا يجب أن يكون فى ظنى مدفوعا بإرادة حكومية تضع المعرض على خارطة الأحداث المحلية. وبالتوازى مع دور المؤسستين التعليميتين الكبيرتين. يجب أن يكون هناك دور كبير للمؤسسة الإعلامية الحكومية - ماسبيرو - وكذلك الإعلام الخاص، ومن العجيب أن ينتظر التلفزيون المصرى حتى بدء المعرض، ليبث رسائل المعرض الإعلامية، لماذا لا يبدأ التليفزيون المصرى الآن هذه الرسائل؟ لماذا لا نرى تنويها عن معرض الكتاب، ودعوة للأسر المصرية أن تستعد لشراء الكتب؟ لماذا لا تتعامل الميديا الحكومية والخاصة مع الحدث بوصفه حدثا كبيرا سيؤثر على حياتنا؟
تنجح «المولات» المراكز التجارية الكبرى فى عملها بجذب المواطنين لشراء سلعها المختلفة، بطرح «الأوفرز Offers» على هذه السلع، وإتاحتها إلكترونيا، وفى شكل منشورات أو كتيبات سهلة الحمل، وسهلة التداول، هل فكرت وزارة الثقافة والمسؤولون بها فى الترويج لمعرض الكتاب من الآن بأفكار من هذا القبيل؟ الأمر يستحق التجربة.. أليس كذلك؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة