لم نسمع عن مراكز حقوقية فرنسية أصدرت تقارير إدانة للشرطة ووحدات القوات الخاصة الفرنسية لاستخدامهما المفرط للقوة فى مواجهة الإرهابيين، الذين ارتكبوا مذبحة مجلة تشارلى إبدو، واحتجزوا رهائن المتجر اليهودى، لم نسمع عن الأصوات المنفرة إياها تخرج لتطالب بالتعامل بإنسانية، وبحسب القانون مع أعتى المجرمين الذين يقتلون المدنيين عشوائيا، أيضا لم نقرأ شيئا فى مراكز الأبحاث الموجهة «كارنيجى وشركاه» وبروكنجز الدوحة التابع لمعهد بروكنجز فى واشنطن «عن العنف الرسمى فى مواجهة عنف الإرهاب والممارسات المميتة التى من الممكن أن تؤدى إلى تغذية الدوافع المتطرفة، وتعطى مبررات إضافية لاعتداءات جديدة تهدد السلم الاجتماعى على المدى المتوسط».
وافتقدنا بالتالى الصوت المغرد من فئة التينور لكبيرة الباحثين المتعاونين مع «سى أى إيه» ميشيل دن وتفسيراتها اللولبية المتعمقة عن التهديد المستقبلى للديمقراطية على المدى الطويل، وكيف يمثل شبه انحراف عن المثل العليا للإنسانية التى تتبناها واشنطن وكبريات العواصم الأوروبية المتقدمة، وكذا لم نقرأ شيئا للخبير المعتمد والمثمن البارز لدى الخارجية الأمريكية «ناثان براون، والشهير بتنظيراته غير الرخوة عن الحلول العنيفة قصيرة المدى فى مواجهة الإرهاب، والتى تؤدى إلى بيئة غير مواتية إطلاقا للديمقراطية وحقوق الإنسان على المدى الطويل، كما تؤثر على قدرة المجتمع على التعافى من آثار الشمولية والحكم العسكرى»!
الفضيحة بجلاجل للببغاوات الغربية وعملاء الأجهزة الرسمية ومراكز الأبحاث المشبوهة التى تصدعنا وترهبنا وتزايد علينا كل يوم بالحديث الخرافى عن حقوق الإنسان والمجتمع المهدد على الدوام بعدم الاستقرار، ونظام حكم الأخ الأكبر والفئات المهمشة والمحرومة من حقوق الإنسان ليس لها مثيل ويخجل منها كل من لديه دم وضمير. لماذا انخرسوا وانقطعت ألسنتهم ؟ لماذا صمتوا عن مقتل 17 فردا فى مواجهات الإرهاب بفرنسا ؟ لماذا ارتعبوا وبالوا فى سراويلهم وتواطأوا على مطلب هولاند بالتفويض الشعبى؟ لأنهم ليسوا بشرا بل عنصريون مشوهون تماما مثل الإرهابيين الذين يقتلونهم، لأنهم يريدون الإرهاب لنا وحدنا ويديرون معركة التفتيت والتدمير ضد مجتمعاتنا ودولنا العربية بالكلمة والخطاب السياسى المراوغ والكذب المنهجى وبرامج الحروب الثقافية المستمدة من تراث المستعمرين القدامى.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Elhakany
احسنت
احسنت القول