عبد الفتاح عبد المنعم

بعد إرهاب «داعش وأخواتها» هل مازلنا خير أمة أخرجت للناس؟

الأحد، 11 يناير 2015 12:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العملية الإرهابية القذرة ضد صحفيى المجلة الفرنسية «شارلى إيبدو» تجعلنى أطرح نفس السؤال الذى طرحته فى نفس المكان منذ عدة أشهر، وهو: هل مازلنا خير أمة أخرجت للناس؟ وهل ما زلنا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر؟، هل ما زالت بداخلنا نفحة إيمانية لله ولرسوله ولقرآنه؟.. ربما تصدمك الإجابة، لأنها بالنفى، والسبب ليس فى ديننا أو نبينا أو قرآننا، لكن فى سلوكيات المسلمين فى كل بقاع الأرض، والتى وصلت إلى قيام فريق منا يذبح ويقتل ويعذب باسم الإسلام، وما هو بمسلم، بل أشد كفرًا من أبى لهب، وابن سلول، وأبو جهل، فهؤلاء الكفار والمنافقون أقل خطرًا من نوعية أعضاء تنظيم داعش أو القاعدة أو أنصار بيت المقدس أو الإخوان، أو أى فصيل إسلامى يعتقد أنه الحق، وأنه لتحقيق ذلك يجب أن يطبق ذلك بالحديد والنار، غير مؤمنين بأن الإيمان بالله اختيارى، فما بالنا باختيار الحاكم فى الدنيا، بالتأكيد هو اختيارى أيضًا، فلا يمكن أن يفرض علينا فصيل سياسى- حتى لو رفع راية لا إله إلا الله نفاقًا- حاكمًا، حتى لو سقط مغشيًا عليه من كثرة الصيام والقيام والتعبد، فحكم الشعوب لا يأتى من بوابة الإيمان، بل من بوابة العدل والمساواة.
هذا هو إسلامنا الذى تخلينا عنه، فلم نعد خير أمة أخرجت للناس بل أصبحنا أسوأ أمة تعتنق أعظم الديانات، لكنها تطبق أسوأ الأشياء فى التعامل والدعوة إلى الله، والنتيجة أصبحنا الأضعف فى كل شىء، أصبحنا لا نملك حتى رؤية الدفاع عن ديننا أو رسولنا الكريم، انعدمت لأننا لم نعد نملك حجة الدفاع، لأننا أول من طعن الإسلام ونبيه، وشكك فى سنته، ورفع راية الفتن فى كل مكان، وهو ما استخدمه أعداء الإسلام، مختصرين هذا الدين العظيم فى هؤلاء القتلة والسفاحين، رغم أن الدين الإسلامى ليس «داعش» أو «الإخوان» أو «أنصار بيت المقدس»، وهذه التنظيمات هى التى تسببت فى ألا نكون خير أمة كما قال قرآننا العظيم، لأننا صمتنا عن وجود هذه التنظيمات الإرهابية التى تسببت فى الإساءة للرسول محمد ابن عبدالله، عليه الصلاة والسلام.. اللهم احفظ أمتنا الإسلامية ونبينا وقرآننا من هؤلاء الأشرار الذين خرجوا من أصلابنا، فهم أخطر من أعدائنا فى الخارج.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة