فى محله توقفت عقارب الساعة منذ ما يقارب الثلاثين عاما لتحتفظ لنا بعم "أحمد أمين" آخر مكوجية الرجل على أرض مصر، الذى يحكى ظهره المنحنى عن سنوات حمله للمكواة التى تزن 18 كيلو، وحركته الصعبة فوق الملابس، ومازالت يديه المصقولة ترفض نعومة مكواة البخار التى تنافسه منذ سنوات.
عم أحمد قبل بداية الكوى
عم أحمد أمين، أو كما يعرفه أهل منطقته بـ"الجون"، هو الرجل الذى دفعه عشق مهنته ليكون واحدا من آخر المحافظين على مهنة "مكوجى الرجل"، والذى يعد أربابها الآن على أصابع اليد الواحدة.
"بحبها" هكذا يعلل "الجون" إصراره على البقاء فى مهنته كل هذه السنوات قبل أن يعترف "آه هى مهنة شقاء وتعب.. وهدت حيل ناس كتير وقعدتهم فى بيوتهم بس أنا بحبها وما أقدرش أسيبها لأن عمرى كله فيها".
يجهز قطعة الملابس
يوم عم "أحمد" يبدأ مع العاشرة صباحا، ويستمر حتى قرابة الـ8 مساء، وجود شغل من عدمه يكون له تأثير على ساعات العمل ولكن هذا المتوسط، وفى محله الصغير تستقر مكوتان قدم أحدهما يتم تسخينها بينما الأخرى يستخدمها فى الكوى، وبالنسبة له فالعمل فى فصل الصيف أفضل لأنه يحافظ على المكواة ساخنة فلا يحتاج لاستخدام أنبوبة التسخين كثيرًا.
بخ الماء
فى واقع الأمر، ليس الحب هو الدافع الوحيد لبقاء عم أحمد أو "الجون" فى مهنته، بعض الاسترسال فى الحديث يغوص به إلى ذكريات مازالت عالقة بوضوح تحكى عن فخر ومهنة لها تاريخ من الصعب على من عاشه تركها، يقول: أنا أتربيت فى حتة اسمها كوم الشيخ سلامة فى درب المهابيل فى شارع محمد على، المنطقة دى اتسمت كدة لأن كان فيها أكتر من 13 مكوجى رجل، وكان الشغل بيجى بالكوم من أهم مصانع البلد، ويطلع من عندنا يتوزع فى صيدناوى وداود عدس، والشوربجى، وبنزيون، ولما بدأت المكواة اليد تطلع والناس كلها قالت هنشترى الخفيفة ونمشى نفسنا أنا رفضت وقررت أفضل محافظ على الشغلانة لو هعمل فى اليوم بعشرة جنيه.
أثناء الكوى
عم "أحمد" حين بدأت مهنته كان القميصان بـ"تلاتة تعريفة"، ولكن "الآشية كانت معدن وربينا ولادنا"، والآن بينما يكوى القميص بـ"75 قرشا" لا تكفى المهنة لتلبية احتياجات منزله، ولكنه مازال يفضل الصراع مع الحياة على ترك مكواته من يديه.
الجون أثناء الكوى بمكواة الرجل
عم أحمد يستخدم مكواة الرجل
ظهره منحنى ليمارث مهنته
بعض الصعوبات أثناء العمل
عم أحمد يشرح المهنة لمحرر اليوم السابع حسن مجدى
مع أحد الزبائن
يعود للعمل
عم أحمد أثناء الكوى بمكواة الرجل
كتب حسن مجدى - تصوير ماهر إسكندر
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة