عجيب أمر وزير الزراعة الحالى، فبعد أيام قليلة من لقاء الرئيس بمجموعة من قيادات الفلاحين، وبعد الأخبار السارة التى زفها إليهم الرئيس، يطلع علينا هذا الوزير ليضرب ( كرسى فى الكلوب ) ويفسد فرحة الفلاحين – ومعهم مليونى عامل من عمال الصناعات المرتبطة بالقطن - إذ يقول: إن الحكومة لن تدعم زراعة القطن أو تسويقه الموسم المقبل، وأن على الفلاح تسويق محصوله بدون تدخل الحكومة !! فهل لم يعد القطن سلعة استراتيجية كالقمح تشتريها الحكومة من الفلاح مباشرة ؟
ما الذى يريده هذا الوزير ؟ هل يريد أن يخرج القطن الذى كان المحصول الرئيسى لمصر من قائمة الزراعة ؟ وهل يريد أن يتسبب فى تشريد مليونى عامل ترتبط صناعاتهم بالقطن ؟ أم أنه يريد أن يعيد التجار الذين كانوا يشترونه من الفلاحين فى ثلاثينيات القرن الماضى وأربعينياته بأبخس الأثمان، ثم يصدرونه أو يبيعونه داخل البلاد بأعلى الأسعار حتى كوّنوا ثروات من عرق الفلاحين وصاروا يعرفون بملوك القطن ؟
إن هذا التصريح الغريب لوزير الزراعة يعتبر تحديا لتطمينات الرئيس لقيادات الفلاحين ووعوده لهم، كما يعتبر ردة عن وعود الحكومة بإنقاذ صناعة الغزل والنسيج، التى هى عمدة الصناعة فى مصر والتى كانت قد ازدهرت فى عصور ماضية، إلى أن لحقها الخراب الذى لحق كل شىء فى مصر فى الأعوام الثلاثين الماضية، أم أن عدم دعم الدولة لشراء محصول القطن بدءا من الموسم الجديد فى صالح الفلاح – كما قال الوزير – لأن الدولة تريد للفلاح أن يحقق أرباحا تعينه على مواجهة متطلبات الحياة ؟ أخشى أن يكون كلام الوزير هذا من نوعية الردود التى بتنا لا نصدقها لقربها من الحقيقة بقدر ابتعادها عنها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
يبدو ان الوزير عايز يخلع من المسئوليه ويعتمد على الاستيراد زى القمح لانه سبوبه حلوه كلها مزايا
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو خلوصي
حتى الأن لا أفهم كيف يتم ترشيح الشخص ليكون وزير