نحن فى زمن الرصاص والقنابل والمولوتوف، نحن فى زمن القتل والتصفية الجسدية مع من تختلف معه على ثمن فنجان قهوة، نحن فى زمن تتشابه فيه العمليات إلارهابية فى كل شىء، لأن منفذيها جميعهم شربوا من نهر التطرف، نحن فى زمن لا تختلف فيه جرائم جماعة الإخوان فى القاهرة عن جرائم داعش فى العراق أو سوريا أو فرنسا، فالقتل والتصفية الجسدية هما غاية هذه التنظيمات والوصول إلى كرسى الحكم هو اسمى أمانيها، ولهذا فإننا لن نجد اختلافا فى أن تتشابه دعوة الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند فى ضرورة الحصول على تفويض شعبى لمحاربة الإرهاب -عقب العملية إلارهابية التى استهدفت مجلة شارلى إيبدو- مع الدعوة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى لشعب مصر فى أعقاب عزل محمد مرسى، التى طالب فيها بضرورة التظاهر للحصول على تفويض شعبى لمحاربة الإرهاب، وكان السيسى وقتها وزير الدفاع، إذا كل شىء متشابه لأن العدو واحد وهو الإرهاب الأسود، الذى دائما ما نقول عليه إنه لا وطن له.
وإذا كانت فرنسا الآن تصرخ من إرهاب الشوارع، فإن مصر ومنذ 30 يونيو 2013 عقب الإطاحة بحكم الفاشل مرسى، وهى تصرخ وتبكى من سيل دماء المصريين على يد جماعة الإخوان إلارهابية، وكل ميليشياتها المسلحة، ووقتها كانت قيادات الإخوان فى الخارج، سواء فى باريس أو لندن تفتح لهم صالة كبار الزوار، ويتم دعمهم باعتبارهم أصحاب قضية، وتم استخدامهم لضرب الاستقرار فى مصر، ولكن يشاء الله أن تشرب باريس من نفس كأس الإرهاب الإخوانى، وهذه المرة على يد داعش، هذا التنظيم ذو الأصول الإخوانية.
هذا هو الوضع الآن فى مصر وهو نفس الوضع الآن فى فرنسا، التى خرج شعبها أمس الأحد فى مظاهرات كبرى فى كل أنحاء البلاد، ليعطى تفويضا للقيادة السياسية فى باريس لمحاربة الإرهاب بكل الوسائل، بعد أن شعر شعب فرنسا بأن هناك من يهدد الأمن القومى، لذا فإن استخدام كل الوسائل متاح، وكما فعلت أمريكا عقب تفجيرات 11 سبتمبر 2001 من اتخاذ إجراءات استثنائية لحماية أمنها القومى، فقد فعلت مصر نفس الإجراءات وستفعلها فرنسا اليوم وإنجلترا غداً وروما بعد غداً، وكل دولة تتعرض للعمليات إلارهابية فستقوم بعمل أى شىء للحفاظ على أمن شعبها، فهل فهم الجميع درس الإرهاب الذى يحاول حرق كل شىء حتى فى دول أم الديمقراطيات؟