الجيش الفرنسى ينتشر فى شوارع باريس لتأمين مسيرات الوحدة ضد الإرهاب، الجيش الفرنسى يلقى الحفاوة من الجماهير الفرنسية ومن الضيوف الأجانب المشاركين فى المسيرة، ومن المراقبين الدوليين ومن منظمات حقوق الإنسان الفرنسية والدولية.
لم تتجرأ هيومان رايتس ووتش على إصدار تقاريرها المسمومة التى تطعن فى سلطة الجيش والشرطة الفرنسيين لمواجهة الإرهاب، ولم تتباك على مستقبل الديمقراطية وحقوق الإنسان ولم تطلق جرس إنذار ضد الجنون السائد فى المجتمعات الغربية ضد الإسلام كدين وضد المسلمين بعامة ووصمهم بالإرهاب.
الجيش الفرنسى فى الشارع، يلقى التقدير والاحترام، أما نزول الجيش المصرى إلى الشوارع لحماية المصالح العليا للبلاد والحفاظ عليها من آلاعيب عشرين جهاز مخابرات أجنبى تسللوا فى غفلة إلى محافظات مصر وتحركوا بحرية لتنفيذ مخطط الفوضى، فتصرف واجه أعنف الانتقادات والاتهامات وكأنه جيش محتل.
انقلبت الآية فى مصر خلال السنوات الماضية وأصبح جيشها الوطنى «ملطشة» يتعرض للتطاول من ميليشيات مأجورة تنفذ مخططا يهدف إلى كسر الالتحام بين الشعب والجيش، وتشويه الشعار الشهير «الجيش والشعب إيد واحدة». وكم تحمل رجال القوات المسلحة وهم يحاربون على كل الجبهات فى سيناء وعلى الحدود وفى المدن رغم أنه غير مؤهل مثل الشرطة للتعامل مع المدنيين، حتى نجح فى الوصول بالبلاد إلى بر الأمان إلى حد كبير.
اليوم عندما تعتمد فرنسا أسلوب مصر لحماية مصالحها العليا ومواجهة الإرهاب، ويسترد الجيش المصرى العظيم جزءا من التقدير الذى يستحقه ولم يطلبه، عندما تدعو كبريات الصحف الأجنبية أوباما وكبار القادة الغربيين إلى انتهاج نهج مصر فى مواجهة الإرهاب، دون أن نسمع حتى المعارضة المتطرفة تتحدث عن حكم العسكر فى فرنسا، أو عن تهديد المجتمع المدنى أو عن حق النشطاء فى تخريب المنشآت أو التظاهر العنيف أو حتى التظاهر خارج الخطوط والضوابط القانونية.
هل تعلمنا الدرس مما يحدث بفرنسا، وما سيحدث فى العواصم الغربية؟ هل نتحلى بالشجاعة للاعتذار لجيشنا العظيم عن إساءات التافهين والمأجورين إليه؟ أتمنى أن يحدث ذلك فى القريب.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة