أكرم القصاص

تركيا.. داعش والسحر والساحر!

الثلاثاء، 13 يناير 2015 07:28 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تركيا أصبحت العامل المشترك مع داعش والإرهاب وكل الألعاب فى المنطقة، وهل العملية التى تعرضت لها تركيا من داعش أو خطف دبلوماسيين تمويه أم انقلاب للسحر على الساحر؟.. تركيا هى الممر الذى عبر منه كل المقاتلين المنتمين لداعش وجبهة النصرة، ركبوا على ثورة الشعب السورى، وأطاحوا بآماله فى التغيير ، وتركيا هى الرئة التى تتنفس منها الجماعات الإرهابية وتحصل على الدعم وهذا الكم من السلاح والمدد الذى يمنحها الاستمرار.

ويبدو الرئيس التركى رجب طيب أردوغان مطمئنًا إلى استمرار دعم داعش، وعدم جدية الإدارة الأمريكية فى مواجهة الإرهاب، ففى ذروة الضربات ألقت طائرات مجهولة بالأسلحة لمقاتلى داعش، مرت بالتأكيد على الأجواء التركية.

كانت عملية زراعة داعش فى العراق وسوريا عملية متعمدة برعاية تركيا، ودعم من دول أوروبية ومن الولايات المتحدة، وتم تقديم الإرهابيين على أنهم ثوار، بينما كانت الثورة تتعرض للسرقة لصالح الإرهابيين من كل أنحاء العالم.

ولا يبدو الرئيس التركى مهموما بتبرير عمليات الدعم والممرات الآمنة التى تقدمها تركيا لداعش، وآخرها حياة بومدين زوجة أحد الجناة والمتهمة فى الهجمات الإرهابية فى فرنسا. اعترف وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو لوكالة الأناضول، بأن حياة دخلت من مطار إسطنبول قادمة من مدريد وأقامت فى فندق بإسطنبول ومرت إلى سوريا عبر تركيا فى الثامن من يناير، وبالطبع فإن مرور الدواعش من تركيا لسوريا والعكس، يتم بمعرفة إن لم يكن بإشراف المخابرات التركية. نفس المخابرات التركية التى ترعى قيادات جماعة الإخوان الهاربين إلى تركيا، لتستعملهم ورقة ضمن أوراق اللعب، مثلما سهلت مرور داعش والإرهابيين.

تركيا وكيل لأجهزة ودول وأنظمة ومنظمات مختلفة تحرك الإرهاب وتسعى لرسم خرائط النفوذ فى المنطقة، وفى نفس الوقت تحظى بعلاقات مع دول الاتحاد الأوروبى، مع وضوح دورها فى دعم وتمويل الجماعات الإرهابية، واللعب بكل خيوط الهاربين فى المنطقة، وربما لم ينتبه هؤلاء الهاربون هناك من فلول الجماعة إلى أنهم مجرد أوراق فى أيدى أجهزة استخبارات تركيا وحلفائها السريين والعلنيين. تركيا على علاقة قوية بإسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا، وفى نفس الوقت تظهر حنجرة فى تأييد الفلسطينيين بينما ترتبط بعلاقات عسكرية واقتصادية مع تل أبيب. وفى النهاية فإن أردوغان براجماتى يريد مصالح بلاده وحماية نفوذها، فهل تستمر اللعبة من دون خسائر ويظل اللاعب الرئيس مع الإرهاب، أم ينقلب السحر على الساحر، وهذا مرهون بمدى سيطرة الساحر على لعبة يبدو أنها تخرج من أيدى اللاعبين وتنقلب على بعضهم؟





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة