كثيرون يدعون أنهم يتحدثون باسم الله عز وجل، كثيرون يدعون أنهم يحبون ويعادون، ويقاتلون، ويقتلون، تقربا إلى الله، زلفى، وحسن مآب، ولكن من من هؤلاء يحقق مراده، فيرفع بالفعل راية الله، ويجعلها خفاقة، فيربح الدنيا، ويكسب الآخرة، ومن من هؤلاء ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا؟
لا تدعونا نذهب بعيدا، وتعالوا نأخذ ثلاث حالات فقط حدثت الأسبوع المنصرم، ونجتهد لنعرف مردود كل منها، وهل أتت أكلها، وساهمت فى رفع راية الإسلام، أم العكس؟ نبدأ بحادثة اعتداء مجموعة إسلامية مسلحة على مقر الصحيفة الفرنسية الساخرة شارلى إبدو، وقتل أكثر من 12 من محرريها ورسامى الكاريكاتير بها عقابا لهم على تهكمهم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. ماذا كان مردود هذا الهجوم ؟ ببساطة شديدة هذا الهجوم يصب مباشرة فى خانة أعداء الإسلام والمترصدين له والذين يؤكدون ليل نهار أنه دين يدعو إلى العنف، ويطالبون بوقف المد الإسلامى ليس فى فرنسا فقط، بل فى أوروبا كلها، أى أن المردود سلبى، بهذا الأسلوب الإرهابى الذى اتبعه مجموعة من المأفونين، عديمى الدين الحقيقى، ليس هذا معناه أننى أقر ما فعلته المجلة الساخرة فى التطاول على أشرف خلق الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الرد على تطاولهم لا يكون بالقتل وسفك الدماء.
نأتى لحادثة ثانية، ضمن أحداث كثيرة أصبحنا معتادين عليها فى مصر هذه الأيام، وهى تفخيخ قنبلة ووضعها بجوار قسم شرطة أو مدرسة، أو أى مكان خدمى، حتى تنفجر، وتصيب من جاء وقت أجله، وكانت آخر القنابل التى حصدت روح ضابط شاب أثناء محاولة تفكيك قنبلة أمام قسم الطالبية، فانفجرت فيه ليلقى الله وترك عروسه أرملة، معها رضيعة عمرها شهور. أسأل وأتطوع بالإجابة: هل تفخيخ القنابل وإلقائها فى الطرق، تصيب من تصيب من أبناء الوطن سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، هو عمل من الأعمال التى يثاب عليها المرء وتؤدى به إلى الجنة؟ هل ترميل هذه العروس، وتيتيم رضيعتها أمر يثاب عليه من فخخ القنبلة التى أطاحت بالضابط؟
تعالوا إلى المشهد الثالث والأخير: زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى مقر الكاتدرائية لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد المجيد، والمردود الإيجابى الكبير الذى مثلته على إخوة لنا فى الوطن، هل الزيارة انتقصت من إيمان عبدالفتاح السيسى وإسلامه؟ هل أساء إلى الإسلام عندما هنأ جزءا من أبناء وطنه، وشركاء البيت بعيدهم؟ هل انتكست راية الإسلام، وسوف يخرج بسبب الزيارة، الآلاف من المسلمين من الإسلام ويدخلوا المسيحية؟ هل الزيارة علامة ضعف أم دلالة قوة؟ آخر شىء: ألا تصب هذه الزيارة إلى معقل المسيحية فى صالح الدين الإسلامى الذى نتحدث كلنا باسمه؟ من إذن يدافع بحق عن راية الإسلام، ومن ينكسه بأفاعيله؟
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
عريان عطية مجلع
الله عليك