الجريمة البشعة التى ارتكبها الإرهابيون فى فرنسا، ليست فقط جريمة ضد حرية التعبير، هى ضد الإنسانية المتعثرة فى هذه اللحظة فى التاريخ بسبب حسابات الغرب المتغطرس الجشع المتسلط، الذى وجدها فرصة ملائمة لإعادة رسم صورة لإسرائيل لم تحلم بها فى يوم من الأيام، الجريمة جعلت شعوب العالم الحزينة على ضحايا مجلة شارلى تشاهد نيتنياهو الإرهابى الأصلى فى مقدمة المنددين بالإرهاب، هذا المشهد تاريخى، ويؤكد أن البشرية مستعدة للتضحية بنا، على أرضنا، رئيس الوزراء الإسرائيلى كان يلوح لمعجبين خارج الكادر، تلويحة منتصر، وكل هذا بسبب طريقة التفكير التى أودت بنا إلى هذا المصير، أنت فى لحظة يتم فيها قطع الرؤوس ولعب الكرة بها مع أطفال، تساق فيها النساء كالقطيع وينصب لهم سوق نخاسة لأنهم لا يدينون بدينك فى العراق، بوكو حرام قبل يومين تزرع قنبلة فى جسد فتاة عمرها عشر سنوات لحصد عشرين روحا فى نيجيريا.
فرنسا المكلومة هذه رفضت إدراج جبهة النصرة (فرع القاعدة فى سوريا) لأنها ضد الأسد، ولكن لا مانع عندها من إرسال جنودها لمحاربة جماعة التوحيد والجهاد (فرع القاعدة فى مالى)، ومضطرة إلى دعم نيتنياهو ونظامه العنصرى اللذين تسببا فى خروج التطرف من الشرق الأوسط، داعش هى الطبعة المنقحة من الإرهاب الذى رعاه الغرب، الكل يعرف هذا ويتحالف ضدها، وأنت هنا تحارب نيابة عن الكوكب بإخلاص، ولكن الذين ظهروا فى الصورة فى مظاهرة باريس الحاشدة أول أمس يضغطون عليك لأنك نجوت ببلدك، لم تكن مصر فى المظاهرة التى شارك فيها نيتنياهو.. لأن وراءها حرباً.