مشهد مألوف لدى المصريين، شاهدناه وشاهده العالم أجمع، فأصبح نموذجًا يُحتذى به.
مسيرة التنديد بالإرهاب التى قادها الرئيس الفرنسى بصحبة العديد من زعماء العالم الغربى والعربى، والتى تزامنت مع انطلاقها مسيرات أخرى ضخمة فى أنحاء فرنسا قاربت أعداد المشاركين بها المليونين على الطراز المصرى الذى أبهر العالم الغربى، والذى ترقبته جميع الدول وتابعته بشغف جميع الشعوب.
أى أن النموذج المصرى الذى أشاد به زعماء العالم كلٍ بطريقته، أصبح منهجًا موثقًا للثورة السلمية.
فالإرهاب لا دين له ولا وطن ! فبعدما ظنت الدول الغربية أنها بمأمن عن تلك العمليات الإرهابية التى تجتاح المنطقة العربية وكانت تكتفى بالتنديد، بل وكانت بعض هذه الدول تساند وتمول هذه الجماعات المتطرفة، والبعض الآخر يغض الطرف عن الإدانة الحقيقية، تبدلت فجأة الأوضاع فانقلب السحر على الساحر وتبين أن يد الإرهاب لا تفرق بين عدو من حبيب !
بما أن ( اللى بيحضر العفريت بيطلعله) ولا أقصد بهذا الكلام فرنسا تحديدًا، ولكننى أرى فيما حدث من إرهاب بيِن بفرنسا تحذيرًا قاطعًا ورسالة شديدة اللهجة لكل من سولت له نفسه أن يتخذ من هؤلاء المتطرفين أولياء، فوجب الآن على جميع الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا الاعتراف الرسمى الذى رفضوه سابقًا بأن جماعة الإخوان إرهابية، وخصص جماعة الإخوان لأنها المفرخة الرئيسية لمعظم هذه التنظيمات الإرهابية التى تكاثرت وخرجت من عباءة الجماعة الأم فكما تجرعت فرنسا مرارة الكأس الذى أذقتموه للكثير من دول المنطقة العربية بمباركة خفية، فعليكم جميعًا أن توقنوا أنكم لستم ببعيد، وأن يد الإرهاب أطول مما تصورتموها !
جدير بالذكر أن فرنسا قد أرسلت وفدًا خاصًا بإدارة الأزمات إلى مصر للاستفادة من خبراتها فى محاربة الإرهاب ! ولا عجب فمصر دائمًا وأبدًا ما تمد يد العون للجميع غريب وقريب، عدو وحبيب.
فإن كانوا قد تعلموا الدرس وقاموا بمراجعة مواقفهم المخزية، فليتخلوا عن أطماعهم التى لا حدود لها وليكفوا عن الدعم والمساندة والاتكاء على من لا غالى لديهم ولا عزيز قبل فوات الأوان.