بدا مشهد حرس الرئيس التركى أردوغان مثيرا للسخرية أكثر منه مثيرا للفخر، ظهر أردوغان يستقبل الرئيس الفلسطينى أبو مازن وسط 16 رجلا فى ملابس فلكلورية احتلوا درجات القصر الرئاسى الجديد، بعضهم يحمل الرماح ويرتدون خوذات ذهبية وسترات وأقنعة حديدية ترجع للقرون الوسطى مع شوارب مستعارة من المغول، المشهد بدا كأنه أحد مشاهد مسلسل حريم السلطان، وكالة الأناضول التركية قالت إن الـ16 محاربا يمثلون الإمبراطوريات التركية الست عشرة، من هون وسلاجقة ومغول حتى العثمانيين.
القصر نفسه كان مثار اتهامات لأردوغان منذ افتتحه فى أكتوبر الماضى لأنه يضم 1150 غرفة وتكلف حوالى 490 مليون يورو، وهناك تقرير لديوان المحاسبات التركى يحمل اتهامات بأنه تم بناؤه من ميزانية مساكن وإيواء الفقراء الأتراك وفق وكالة جيهان التركية، القصر كشف عن شروخ أخرى فى صورة كان أردوغان وحزبه يحرصون على ترويجها وهو يتحدث فى التليفون بسوبرماركت من دون حراسة أو يتناول إفطاره مع عمال النظافة واتضح أنها كانت دعاية انتخابية.
كانت التجربة التركية ملهمة لدول كثيرة رأت أن أردوغان حل المعادلة الصعبة للنهضة، ويتجه نحو المستقبل، ونجح وحزبه فى نقل تركيا من التلبك إلى النهضة، لكن أردوغان بدلا من السعى لتوسيع التجربة اتجه للدخول فى معادلات إقليمية معقدة أدت غالبا إلى تراجعات اقتصادية وازدياد المعارضة مع ارتفاع أنباء عن فساد حزبى وعائلى مع تدهور الحريات وانقسام الشعب التركى، الرجل لم يعد هو من حظى بأغلبية لأكثر من 10 سنوات وأجرى تعديلات فى الدستور توسع سلطات الرئيس استعدادا للترشح مستخدما أغلبية حزبه.
أردوغان الذى يستعرض الحرس الفلكلورى المضحك يبدو مختلفا، ويستعيد أسوأ مناطق القرون الوسطى فضلا على كون الإمبراطورية العثمانية لم تضف للحضارة شيئا، بل سحبت من حضارات الدول التى احتلتها، فهى ليست مثل العباسيين أو الفاطميين أو حتى المماليك ليس لها أثر كبير فى دول الإمبراطورية، وأقرب لفكرة التتار والمغول.
أردوغان وهو يستعرض حرسا عثمانيا يعكس كيفية تحول الحاكم من الديمقراطية إلى التسلط والاشتباك مع معادلات الصراع بالمنطقة والتحالف مع جماعات داعش وحلفائها بينما يفقد أهم ميزة له طوال عشر سنوات، تجديد أفكاره وحزبه ومواجهة الفساد والمحسوبية، بينما يستعرض حرسا عثمانليا من القرون الوسطى فى مشهد ساخر، ويفقد شعبيته ولا يجد غير المرتزقة الإرهابيين يلعب معهم لعبة قد ترتد عليه، أردوغان يؤكد أن الاستبداد يولد من طول البقاء فى السلطة، ويكشف كيف تتحول تجربة ملهمة إلى مسخرة ومشهد من مسلسل «حريم السلطان».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
صلاح
و اين انتم من الأمم ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
سبحان الله -هيه الموضه اليوميين دوول الهجوم على السلطان وحريمه لاشغال الناس وترك ما هو اهم
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
طيب نسيب السلطان وحريمه ونتكلم شويه عن مبارك وفلوله
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
بلاش نندب على الماضى ولازم نمسك الطبله كالعاده ونقول طز فى التاريخ محلك سر
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
خد الجمل بما حمل وبرأتوه .. ايه باقى يدعو للثقه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
متى نكون دوله محترمه وسط العالم
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
بالفعل 4 الى5 احزاب كافيه جدا - 100 حزب يبقى عك وفوضى وهمبكه
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
لسان يدعونا للصبر والتقشف ولسان يدعونا لدفع فواتير الفساد ولسان يدعونا للانتحار من الاسعار والتزوير
اللهم امنحنا الصبر والتحمل
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
اقترح وضع مقصله على باب مجلس النواب
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
سبحان الله - ناس بتاكل كافيار وتشرب مانجه وناس بتشرب مياه الصرف الصحى ونطبل ونقول يحيا العدل
بدون