كريم عبد السلام

الإسكندرية.. فينيسيا الصرف الصحى

الأربعاء، 14 يناير 2015 03:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
محنة الإسكندرية فى العقول المتكلسة التى تتعامل مع أزمات المحافظة السياحية الكبرى بإهمال وتكاسل أو بالمسكنات فى أحسن الأحوال. ما حدث خلال الأيام الماضية من غرق شرق المدينة فى مياه الصرف الصحى أوضح مثال على ما نقوله.

هل تفاجأ المحافظ الموقر ونوابه ومساعده وجميع المسؤولين التنفيذيين بالمحافظة بموعد فصل الشتاء؟ هل تفاجأوا بأن فصل الشتاء يشهد أمطارا غزيرة ونوات واضطرابات فى البواغيز وحركة الصيد؟ هل تفاجأوا أن الأمطار الغزيرة قد تهدد بأحمالها الزائدة عمل محطات الصرف الصحى؟ لأ طبعا، ولكن المحافظ ومساعديه يتعاملون كالموظفين مع الأحداث، يوم بيوم، ومقطوعية بمقطوعية، لا استعدادات طوارئ ولا خيال، ولا أفكار من خارج الصندوق ولا توقعات لأزمات وكوارث محتملة ووضع سيناريوهات لمواجهتها، والنتيجة أن أى كارثة أو أزمة تصيب المحافظ ومحافظته بالشلل وتعطل الحركة وتفسد على المواطنين حياتهم.

لابد أن نتخلى عن هذه الطريقة العقيمة فى الإدارة أو الاستهانة بمصالح الناس، ويجب ألا نتعامل مع الأزمات أصلا بعد وقوعها، أو نلجأ للتبرير وتقديم الأعذار للتغطية على الفشل، بينما الأزمات تمتد وتستفحل وتتشابك لتشل حركة المواطن البسيط وتعطل حياته وتدفعه للتذمر لاعتقاده بفشل قادته فى تقديم أى تغيير إيجابى فى حياته.

اللواء طارق المهدى ليس له حق أبدا فى التشبث بعذر حرق محطة كهربا أو أن عربات شفط المياه لا تكفى، فالحالة المأساوية لمواطنى الإسكندرية ولجوئهم للقوارب للتنقل فى الشوارع وتهديد عشرات المنازل بالسقوط وانقطاعات الكهرباء المصاحبة للأزمة، وحالة السخط العام المنتشرة بين أهالينا هناك لا يتناسب معها أبدا أداء الموظفين المحبطين غير الراغبين فى العمل.

يا سيادة اللواء، أنت قادم من خلفية عسكرية عنوانها الانضباط والالتزام ولا تعرف مسألة تقديم التبريرات وقت الكوارث، بدلا من اللجلجة والاعتذارات والتبريرات العقيمة، كان عليك إصدار قرار بإيقاف جميع مسؤولى المحليات الذين عجزوا عن التعامل مع الأزمة، وإن تطلب المدد والعون من جميع الجهات من رئاسة الوزراء إلى القوات المسلحة ولن يتأخر أحد عليك فى المساعدة، وقبل كل ذلك، كان عليك أن تستعد بخطط طوارئ حتى لا تغرق فى شبر مية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة