أكبر دليل على أن القوى الكبرى تبارك الإرهاب وتشجعه وجود نتنياهو فى الصف الأول فى المسيرة التى دعت إليها باريس تنديدًا بالإرهاب قبل يومين، فالصور التى تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة تظهر رئيس وزراء إسرائيل يقف على يمين رئيس فرنسا ولا يفصله عنه إلا قائد واحد فقط، بينما «الزعماء» العرب المشاركون فى هذه المسيرة الحاشدة فقد لاحوا فى الصور أبعد قليلا عن المركز الذى يمثله الرئيس الفرنسى!
نعرف جميعا أن أماكن الرؤساء فى أى مشهد تتم وفقا لأصول البروتوكول، كما أن وجودهم أصلا فى بلد ما يحدث بعد توجيه الدعوة لهم رسميًا، وهكذا ففرنسا المحترقة بنيران الإرهاب هى التى دعت نتنياهو للمشاركة فى هذه المسيرة.
لا خلاف بين الشعوب المضطهدة المغلوبة على أمرها على أن رئيس وزراء الدولة العبرية يعد أحد أكبر إرهابيى التاريخ الحديث، فهذا الشخص لم يتردد لحظة فى تصفية الفلسطينيين ونهب حقوقهم فى كل مرة تولى فيها رئاسة وزراء إسرائيل، كما أنه لا يألو جهدًا فى تغيير الخريطة الجغرافية فيسطو على المساحات المتبقية من القدس ويطرد أهلها الفلسطينيين ليحولها إلى مستوطنات لبنى جلدته القادمين من الشرق والغرب.
المؤسف أن الفيتو الأمريكى يقف دوما ضد أى إدانة ضد إرهاب الدولة الإسرائلية، الأمر الذى جعل زعماءها المجرمين ينهبون مساحات من الأرض المجاورة ليتوسعوا ويتمددوا، وهكذا صارت إسرائيل فى ظرف عدة عقود هى الدولة الوحيدة فى العالم التى ليس لها حدود نهائية معترف بها من قبل الأمم المتحدة.
فى خضم الأحداث الثورية التى نعايشها منذ أربع سنوات نسينا فيها إسرائيل وجرائمها فى حق الشعب الفلسطينى البطل، وأصبح اسم فلسطين لا يرد على الإطلاق فى وسائلنا الإعلامية وكتاباتنا اليومية، كما نسينا أن قادة إسرائيل وصفوا بحزن مبارك بالكنز الاستراتيجى لهم، وذلك بعدما طردناه من عرين السلطة، ونسينا رسائل الغرام بين مرسى وشيمون بريز، وانكفأنا داخل أنفسنا فى محاولة للنهوض من مستنقع العذاب.
إن وجود نتنياهو فى الصف الأول فى مسيرة ضد الإرهاب يؤكد أن الدول الكبرى تشجع الإرهاب.. وبقوة.