بصراحة.. نحن أمام نوعيات من المثقفين والنشطاء، بعضهم يعانى من «الفصام والازدواجية، مع مزيج من البارانويا والتهاب الذات المتناثر». ويصر البعض عندنا من كبار وصغار المحللين الاستراتيجيين على ممارسة الشعور بالدونية والانسحاق أمام الرجل الأوروبى، يتعاطفون مع ضحايا الإرهاب فى أوروبا ويهللون للإرهاب عندنا، يرفضون تطبيق القانون عندنا، ويشيدون ويهيمون بالقانون فى أوروبا والدول المتقدمة.
ونفس الأمر لدى قطاع ممن يتصورون أنهم يواجهون إساءات الصحف والمجلات للإسلام بتبرير الإرهاب والعنف، بينما يتجاهلون أن كل الفئات الأخرى تتعامل بالقانون وتطارد من يسيئون لهم بالملاحقات القضائية الناجحة، ففى قضية الممثل الفكاهى الفرنسى «ديودونيه»، الذى تم التحقيق معه بتهمة «الإشادة بالإرهاب» بسبب تصريح اعتبر تبريرا للإرهاب على فيس بوك، رغم أنه مسحه، وهو نفسه تمت ملاحقته من يهود بتهمة معاداة السامية، يعنى كل من يرى أنه يسىء إليه من حقه اللجوء للقضاء، من حقه أن يسخر ومن حق من يضار منه أن يقاضيه، وهو أمر يثير لدى البعض منا حساسية غير مبررة.
أحد كبار الباحثين السياسيين النواب، كتب يقارن بين الإرهاب فى فرنسا، ومثيله عندنا، وقال، إن الإرهاب هناك أكثر تهديدا لأن الأوربيين متحضرون وديمقراطيون، بالرغم من أن ما نواجهه من إرهاب أضعاف بالكم والكيف ما تواجهه أوروبا، وطفق «المحلل الدكتور المهندس» يقارن بين كيفية مواجهة الإرهاب فى أوروبا بالقانون والقضاء، وفى نفس يوم كتابة مقال الدكتور المحلل كانت فرنسا تلقى القبض على مواطنين اتهمتهم بأنهم سخروا من ضحايا الإرهاب ونشروا على فيس بوك ما يفهم منه أنه تبرير للإرهاب، وذات نفس هذا «الدكتور الباحث المفكر الليبراطى» كثيرا ما انتقد تطبيق القانون فى مصر على إرهابيين أكثر وحشية وعنصرية من إرهابيى أوروبا.
ولم يكن الدكتور الباحث الناشط وحده فى هذا الازدواج، فمعه طوائف من كبار «منظراتية» المقرطة، يحبون قانون أوروبا، ويرفضون نفس القانون فى بلادهم، ورأينا ناشطا كبيرا يمدح الإرهابيين ويتشفى فى ضباط وجنود الشرطة الضحايا، بينما اعتقلت فرنسا رجلا وجه كلاما للشرطة اعتبر سخرية، وفى أمريكا تم اعتقال مواطنين أمريكيين سخروا من ضحايا الإرهاب.
فى أوروبا لا يهزرون فى موضوع الدولة والإرهاب، أو تبريره، وهو أمر محمود ومشكور من قبل زملائنا المستشرقين، السائرين وراء عربات الرش، يمدحون أوروبا وقانونها، ويزدرون نفس القانون هنا، ويرفلون فى نعيم التعارض المتعاضد فى دوائر المربعات.
أصبحنا أمام بؤساء لا يؤرقهم ضحايا بالعشرات يسقطون فى تفجيرات أو قتل عمد، لكن قلوبهم تنفطر وتبكى حزنا على أى ضحية فى أوروبا، يسارعون بشجب الإرهاب والتدله فى ديمقراطية الغرب وحرياته المصونة بالبوليس والقانون.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
احييك على هذا المقال المجعلص المكتظ بالبارانويا والفصام واسفكسيا الالتهاب الباراسمبتاوى المزمن
بدون
عدد الردود 0
بواسطة:
أشرف جمال الدين عبدالغنى البرانى
مصيبتنا فيمن من هم منا
عدد الردود 0
بواسطة:
أشرف جمال الدين عبدالغنى البرانى
مصيبتنا فيمن من هم منا
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريه
يسرى فودة ريم ماجد عمروحمزاوىفهمى هويدى