بين الواقع والمأمول يكون الحلم المصرى بوجود تشريعات عصرية ومعبرة عن واقع الشعب المصرى الذى بذل الغالى والنفيس من أجل التغيير والتقدم والتطلع إلى مستقبل مشرق لأبنائه أو يظل الأمر مجرد خيال عاجزين عن تحقيقه.
لاشك أن إصدار الرئيس عبد الفتاح السيسى قراره بإنشاء لجنة الإصلاح التشريعى، لهو أمر فى غاية الأهمية فى تاريخنا المعاصر فى مصر وخصوصا فى ظل غياب البرلمان، فلا يمكن أن نتحدث عن إصلاحات جوهرية وحقيقية فى ظل تشريعات بالية ومعوقة لأى تقدم حقيقى سواء كان سياسيًا أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا، لكن يظل السؤال الأهم باقيا أمامنا.. هل تملك لجنة الإصلاح التشريعى فى مصر ما يسمى بـ"الخيال التشريعى" الذى يخاطب المستقبل بكل تطوره أم لا؟.. هذا السؤال لم يخطر على بال القائمين على أعمال هذه اللجنة وهم يقومون بإعداد مشروع أى تشريع ولا على بال الدولة فى معظمها، فعلى الرغم من القامات القانونية الكبيرة الموجودة فى اللجنة إلا أن اللجنة كانت تحتاج إلى المزيد من التنوع فى عضويتها حتى تكون الرؤية المستقبلية لديها كاملة فلا يمكن أن نغفل أصحاب الخبرات الاقتصادية بتنوعهم ولا أصحاب الخبرات الاجتماعية أيضًا، حتى يكون التشريع الصادر من اللجنة فيه مقومات النجاح والاستمرار لفترة طويلة على أرض الواقع.
وفى هذه الفترة وحتى انعقاد البرلمان المصرى ليقوم بمهامه الدستورية التى حددها دستور 2014، هى فى الحقيقة فترة ذهبية للدولة المصرية- إذا كان لديها الخيال التشريعى لعمل فلترة لأغلب القوانين والتشريعات بعيدًا عن تضارب المصالح داخل مجلس النواب- وذلك لأن لدينا حزمة تشريعات مهمة وضرورى يمكننا تعديلها وبسهولة وبعدد كبير لا يمكن للبرلمان نفسه أن يعدلها بنفس السهول والسرعة التى يمكن للجنة الإصلاح التشريعى الآن أن تقوم بهذه التعديلات وحتى نخرج من الغابة التشريعية إلى البيئة التشريعية المنضبطة والتى تساعد على التقدم والتنمية .
سيادة الرئيس... يجب على لجنة الإصلاح التشريعى أن تجتمع يوميًا وأن تفتح ذراعيها لكل المؤسسات والوزارات والنقابات المهنية وغيرها التى من الممكن أن تقترح تشريعا جديدا أو تعديلا على تشريع معوق للعمل أو للمصلحة العامة، الوقت ضيق والقوانين التى تحتاج لتعديل كثيرة ومهمة للغاية وإن انتظرنا البرلمان لتعديلها سيكون الأمر صعب ومعقد والفترة ستكون كبيرة ومصر لم يعد الوضع فيها يمكن أن يحتمل المزيد من التأخير أبدًا.
مصر تحتاج إلى أصحاب الخيال التشريعى والرؤية المستقبلية والقلوب الشجاعة والإخلاص لله والوطن.. حمى الله مصر وشعبها.. والله الموفق.