كالعادة وبشكل روتينى انتشرت أو عادت الدعاوى والطرق البائسة فى مساندة الإسلام والرسول، عليه الصلاة والسلام، فى مواجهة إساءات بعض المتعصبين فى الغرب. بعد ما جرى مع صحيفة «تشارلى إبدو»، من هجمات إرهابية تحت زعم الدفاع عن الرسول، بينما أساءت الهجمات للإسلام والرسول، وعادت الملصقات والبوستات تحت عنوان «إلا رسول الله»، وهى ملصقات يتبادلها المسلمون مع بعضهم، ولا يوجهونها للمختلفين. نحن مقتنعون ونريد أن نقنع من يختلفون معنا. ثم إن القتل والتفجير ساهم فى انتشار الإساءة والصحيفة. بينما كانت فى سياقها المحدود.
هذه الملصقات أو البوستات يتم تبادلها ونشرها بكسل، يظن من يفعل ذلك أنه أدى ما عليه تجاه الرسول والإسلام، بينما هو فى الحقيقة لم يفعل شيئا. لأن المستهدف بالإقناع من نختلف معهم. ولا نقصد المتطرفون المتعصبون ممن يكرهون الإسلام، إنما الرأى العام وهؤلاء بينهم متفرجون أو مترددون أو ناس يتم شحنهم بكل ما هو مسىء.
الإعلام فى الغرب يركز على داعش وبوكو حرام وغيرهما من قاطعى الرؤوس والطرق، وهؤلاء لا يمكن اعتبارهم من الإسلام الجدير بالدفاع عنه، بل ربما كانت أول خطوة للدفاع عن الإسلام والمسلمين والرسول هو التبرؤ من ورفض كل صور الإرهاب والعنف، ولا يمكن لمسلم يؤمن بالله والرسول أن يقر ما تفعله داعش من قتل وذبح وسبى، وتجنيد الأطفال والمراهقين لجهاد الذبح أو جهاد النكاح. ولا يمكن تصور أن جماعة بوكو حرام فى نيجيريا لها صلة بالإسلام بينما تقوم بتفخيخ طفلة بالمتفجرات وتفجيرها فى سوق بنيجيريا، ثم إن الجماعة المتعصبة تقتل بلا هدف غير القتل، وتهاجم مدارس وتهدم أسواقا وتخطف.
وإذا كانت داعش أو بوكو حرام لا تعرف غير القتل، فهناك ممن يصنفون على أنهم دعاة أو شيوخ من يبرر القتل والتفجير، ووجوههم عليها غضب الله، ويفتون بالعنف والكراهية. وهؤلاء لا يختلفون عن بوكو حرام أو داعش. ممن لايقرأون غير آيات القتل ويفسرون الإسلام على هواهم ومن أجل شهواتهم. لم يقرأوا قوله تعالى: «ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ»، وأن محمد نبى الرحمة، والدين المعاملة، %90 من الإسلام معاملات، وهو ما يجذب كثيرين للإسلام، وتغطى عليه الكراهية والتعصب والقتل.
كل هذا يحتم على المسلمين إن كانوا جادين فى إزالة الإساءة للإسلام والرسول التبرؤ ممن يزعمون الانتساب للإسلام، بينما هم فى ذواتهم أكبر إساءة. إذا واجهناها وأبعدناها عن الحديث باسم الإسلام نقدم له وللرسول أفضل خدمة. أما المجلات والصحف والرسومات فإنها ستفقد تسعة أعشار ما يمثل مصدرا لعملها من كائنات خرافية بدائية لا علاقة لها بدين أو إنسانية.