وصلتنى هذه الدراسة من الباحث جمال رشدى حبيب، بعنوان مصر تبنى من القاع للقمة، وتتكون من بابين، الباب الأول: يطرح الهدف من المشروع، وتصور إدارى وتنموى، وكيفية توفير الموارد اللازمة لإنجاز المشروع.. يهدف المشروع إلى القضاء على الموروثات التى تركها النظام القديم، حيث إن النظام من وجهة نظر الباحث ثقافة وفكر وليس أشخاصا، والبناء من القاع سوف يحقق المشاركة الشعبية، ومن ثم يقضى على الثقافة البيروقراطية القديمة، استغلال الموارد المتاحة البشرية والطبيعية لقيام منظومة متنوعة وقوية تكون ركيزة للاقتصاد المصرى مستقبلاً، ويؤدى المشروع إلى الخروج من الحيز العمرانى على النيل، وحل إشكالية التكدس السكانى فى 6% من مساحة الوطن. وارتباطا برؤية الرئيس السيسى بإعادة ترتيب الحيز العمرانى، يقترح الباحث أن يقوم كل مجلس قروى بتقديم ملف حول: الحالة السكانية والعلمية والاقتصادية وتحديد نقاط الضعف ونقاط القوة وربط الزراعة بالصناعة عبر إنشاء مناطق صناعية فى ظهير كل مجلس قروى تطرح أراضى من 20 إلى 100 فدان للتأجير المنتهى بالتمليك، للمستثمرين من أبناء القرى على أن يقوم المستثمر بتجهيز تلك الأراضى للزراعة، وعن توفير الموارد تقترح الدراسة شهادات استثمارية بنسبة ربح 12%.
تنتقل الدراسة بنا للباب الثانى الذى يناقش اللجنة العامة لإدارة المحافظة التى تخضع لقانون الانتخابات فى مصر، واللجنة تتكون من أعضاء منتخبين من كل مجلس قروى حسب عدد الناخبين، ويشترط فى أعضاء اللجنة ألا يقل العضو المنتخب عن 35 سنة ولا يزيد على 60 سنة، حاصل على مؤهل عال ولا يكون منتميا لأى حزب سياسى، ويكون عدد أعضاء اللجنة 100 عضو، 22% رموز علمية، 22% ممثلين للوجهاء والقبلية، 12% رجال أعمال، 10% أعضاء مجلس النواب للمحافظة، 8% من المشاهير من القرى فنانين كتاب رياضيين، 8% نقابيين، 8% ذوى الاحتياجات الخاصة،5% من ممثلى الأزهر و5% من ممثلى الكنيسة، وتقوم اللجنة بانتخاب المحافظ ونائبه ورئيس المدينة ونائبه، ورئيس المجلس القروى ونائبه، والعمدة وشيخ القرية وانتخاب شيخ الكفر والنجع والأشراف على المشروعات التنموية، ومدة عمل اللجنة 4 سنوات وتضع الدراسة رواتب، وتحدد الدراسة آليات العمل والنظم الرقابية، وكل التفاصيل التى تكفل ضمان نجاح التجربة.
هكذا نحن أمام رؤية جديدة من باحث شاب من أبناء إحدى قرى المنيا «البيهو مركز سمالوط» تطرح هذه الرؤية، الدراسة، خبرة ذلك الباحث فى قاع المجتمع مع إدراك علمى، وبصيرة إدارية، وحماس وطنى، وما على الرسول إلا البلاغ.. أرسل هذا الملخص إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى لبناء كيانات محلية بعيدة عن الفساد المالى والإدارى والبيروقراطية. هل يمكن أن ترى هذه الدراسة النور؟ أقترح أن يعقد الرئيس السيسى مؤتمراً لمبادرات الباحثين الاقتصاديين الشباب تناقش فيه هذه المبادرات.