كيف لصحفى كبير فى حجم الأستاذ مفيد فوزى أن يقع فى مثل هذا الخطأ الجسيم، وأن يقرر هكذا ووبساطة دون أن يرف له جفن أن يكذب خبرا موثقا، ومن مصادر موثوق فيها، نشره اليوم السابع، الموقع الذى يقدر نجمة مصر والعالم العربى سيدة الشاشة فاتن حمامة، وأيضا يحترم قارئه دون التأكد أو الرجوع لمصدر، كيف يصبح حاله كحال الجهلاء الذين يحترفون النفى دون علم أو دراية؟
الغريب أن الإعلامى الكبير مفيد فوزى المحاور الشهير لم "ينقح" لديه "عرق" الصحافة ويفكر ولو للحظة فى أن يتأكد مما ينفيه ويكذبه، لم يتعامل مع خبر رحيل سيدة الشاشة فاتن حمامة من منطلق الإعلامى، وإنما تعامل مع الأمر كهاوٍ، فهو دائما يفضل لعب دور العالم ببواطن الأمور وكاشف الأسرار، ويبدو أن هذا هو الدور الذى يعشقه الأستاذ مفيد الذى اعتاد أن يرجع إليه الإعلاميون باعتباره المرجع فى أخبار الفن والفنانين، والحق أن الأستاذ مفيد عاش حياته على أخبار جيل من الفنانين الكبار، إلا أنهم رحلوا جميعا أو انقطعت صلاتهم به، والفنانون الجدد لا يجدون فيه النموذج الذى يمكن أن يمنحوه أخبارهم وأسرارهم، لكنه لا يريد أن يصدق.
والأستاذ مفيد عاش حياته متملقا السلطة، أى سلطة، وتعرفون جميعا حواره الموسمى مع وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى وسؤاله المصطنع الشهير: "تسمح لى أحرجك" وابتسامة العادلى الذى يكاد ينطق: "إرغى يا مفيد وخلص الساعة المملة دى"، كما تعرفون ولعه بإلقاء الأسئلة المكررة على مبارك فى كل لقاء له بالمثقفين ولا أعرف لماذا كان يحضر الأستاذ مفيد لقاءات الرئيس بالمثقفين؟
الأستاذ مفيد الذى طعن فى السن جدا تصدر مشهد نفى خبر وفاة سيدة الشاشة العربية فور نشره على اليوم السابع بجرأة لا يحسد عليها إطلاقا، دون أن يخبرنا هو عن مصدره فى منزل الفنانة الراحلة، مكتفيا بجملة: أنا قولت وعندى مصادر داخل المنزل والمفارقة المدهشة أن الأستاذ مفيد الذى يحب أن يسمى نفسه بـ"المحاور" لم يبادر بالاعتذار لليوم السابع وقرائه، ومن المفترض أن تكون تلك شيم الكبار، أو قواعد المهنة التى تربينا عليها وعلمنا إياها الكبار.
ونسأل الصحفى مفيد فوزى "هل حقا ترضى عما فعلته فى حق صاحبة الجلالة؟ هل تفكر فى الاعتذار علنا كما خرجت لتشكك فى خبر صحيح على الملأ ودون أى معلومات؟ أم سكتفى بالصمت بعد أن ثبت صحة خبر الوفاة والذى كان لليوم السابع السبق فى نشره".
لعل العذر الوحيد الذى يشفع للبسطاء كدافع لتكذيب الخبر ونفيه هو رفضهم لواقع الخبر، خاصة وأن الملايين من جمهورها ومحبيها رفضوا تصديق الخبر وحاولوا تكذيب الخبر فقط لرفضهم تصديق أن سيدة الشاشة رحلت عنهم وهو الخبر الذى ترفضه آذاننا حتى الآن ولكنه قضاء الله وقدره ومشيئته، ولا نستطيع إلا أن ندعو لها وفقط، وكان من المفترض ألا يتحول الأستاذ مفيد فوزى هاو كأنه واحد من رواد الفيس بوك ممن يجاهدون ويدافعون عن العديد من القضايا من وراء شاشة دون علم أو معلومات أو مصادر، لكنه فعلها وتورط فى أغرب تصريح غلط من تحت اللحاف!