الرئيس السيسى ينادى فى اتجاه تمكين الثورة الحقيقية بنشر الوعى فى المجتمع، والوزارات والهيئات الحكومية المعنية بالأمر تعمل فى جانب آخر تماما وتضرب «الطناش» المحترم وتصدر «ودن الطين والعجين». عودة الوعى لن يتأتى إلا بإحياء منظومة الثقافة للشعب وللجميع إلى سابق عهدها. فإهمال التعليم والثقافة فى الأربعين عاما الماضية نتج عنه سيطرة أفكار العنف والإرهاب والتخلف على ووعى ووجدان وعقل شرائح عديدة فى المجتمع المصرى. أتحدث هنا عن جانب مهم فى وزارة الثقافة المصرية تم تدميره منذ نهاية السبعينيات سواء عن قصد وسوء نية أو عن عدم اقتناع بأهمية الدور الذى تؤديه فى التثقيف والتوعية وتغذية العقل والوجدان، وترك الساحة لجماعات الظلام والتطرف، وهى الثقافة الجماهيرية وقصور الثقافة التى كانت السلعة الثقافية المجانية التى تقدمها الدولة للناس فى القرى والنجوع والكفور والمدن الصغيرة فى الساحات العامة وداخل قصور الثقافة. من داخل هذه القصور خرجت مواهب كثيرة من أقاليم مصر من خلال الفرق المسرحية وتحلق الناس حولها فى كل عرض مسرحى أو فنى وكانت بمثابة رافد امداد فنى وإبداعى للمناخ الثقافى فى مصر سواء للمسرح أو الغناء أو الشعر والرسم.
سكن الإهمال وعشش الخراب قصور الثقافة وتوقفت الفرق المسرحية عن العرض مع بداية الثمانينيات. هذا ما حدث مع فرقة دسوق المسرحية التى توقفت منذ عام 86 وحتى الآن وكان بطلها النجم الخلوق زميل الدراسة الثانوية علاء مرسى، الفرقة أنشئت فى عام 1968 عندما كان للدولة توجه وهدف ولها تراث عريق فى العمل الفنى والحصول على الجوائز، بعد 29 عاما ومع تولى الرئيس السيسى بدأت محاولات إحياء الفرقة من جديد بقيادة علاء مرسى تجاوبا مع رؤية الرئيس فى النهوض بالوعى المجتمعى. الفرقة فوجئت بالحالة المزرية والسيئة لمسرح قصر الثقافة وبالتعقيدات البيروقراطية لعودة النشاط المسرحى فالمسؤول عن المسرح الآن هو «المقاول» الذى أغلقه فى وجه الفرقة، وأمام إصرار نجم الفرقة علاء مرسى والشباب المتحمس لعودتها قرر رئيس المدينة اللواء أحمد بسيونى زيد استضافة الفرقة فى حديقة الأسرة. ومازال القصر والمسرح مغلقين بأمر «المقاول» وأوراق وموافقات عودة الفرقة تائهة فى دروب وأضابير هيئة قصور الثقافة، والخوف أن يفتر حماس الشباب ويرتدوا إلى مرحلة الإحباط واليأس مرة أخرى. فهل لفرقة دسوق المسرحية من منقذ؟!