سجل الأحد 18 يناير نفسه فى قائمة أهم أيام 2015 بامتياز، لأنه يوم تداخلت فيه دوائر صناعة الأخبار المهمة وربطت الماضى والحاضر والمستقبل دون أن نشعر، بداية اليوم اتجهت الأنظار لأول دائرة لصناعة الأخبار فى مسجد الحصرى بالسادس من أكتوبر، حيث تشيع جنازة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وكانت كل وسائل الإعلام تراقب الحدث وتعطيه اهتماما كبيرا، رغم أن محكمة جنايات القاهرة فى نفس الوقت تنظر 3 قضايا مهمة هى: مجزرة بورسعيد، وتنظيم الظواهرى، والتخابر، والقضايا الثلاث تجسد دائرة ثانية لصناعة الأخبار، لأن مرسى ترافع فى التخابر للمرة الأولى منذ دخوله قفص الاتهام قبل 10 شهور.
كلمات مرسى بقدر ما كانت قوية لكنها لم تخرج للإعلام كاملة، لأن القاضى قرر فى وقت سابق أن تكون الجلسة سرية ولا تذاع على الفضائيات كما هو معتاد، ومرسى فى كلمته ذكر السيسى أكثر من مرة، بينما السيسى نفسه كان محل اهتمام الإعلام العربى وصاحب دائرة ثالثة لصناعة الأخبار، لأنه يزور دولة الإمارات، وهناك أدلى بتصريحات مهمة عن الحقوق والحريات وقانون التظاهر والمعتقلين السياسيين.
بعض من السياسيين الذى تحدث عنهم السيسى فى أبوظبى وعلى رأسهم جورج إسحق، وأحمد البرعى، وعصام الإسلامبولى، كانوا أمام مكتب النائب العام بوسط القاهرة يشكلون دائرة رابعة لصناعة الأخبار بتقديمهم بلاغات للنائب العام تطالب بإعادة محاكمة مبارك فى قضية قتل المتظاهرين، وفتح تحقيقات جديدة فى موقعة الجمل.
بجانب موقعة الجمل التى أشيع فى وقت سابق أن المتهمين فيها من نواب الوطنى المنحل، كان وجدى غنيم القيادى الإخوانى يكفر نواب الإخوان لأنهم أرسلوا برقية عزاء لصحيفة شارل إيبدو بعد الاعتداء الأخير عليها، وبمناسبة الاعتداء على شارل إيبدو، كان فضيلة مفتى الجمهورية مركزا سادسا لصناعة الأخبار، لأنه كتب بحثا علميا شرعيا عن كيفية الرد على من سب النبى بالحكمة والموعظة الحسنة، ونشر فى صفحة كاملة بصحيفة «اليوم السابع».
الإرهاب المضاد للحكمة والموعظة الحسنة التى تحدث عنها المفتى كان أيضا مركزا لصناعة الأخبار، واحتل المرتبة السابعة، لأن رجالنا بالجيش المصرى ضبطوا مسلحين بحوزتهم مقاطع فيديو لذبح الأهالى فى شمال سيناء، ونشروا جنودا لتأمين الحدود مع الجانب الإسرائيلى، وحتى إسرائيل نفسها كانت دائرة ثامنة لصناعة الأخبار، ولكن ببعد دولى، لأن تل أبيب نصبت على طهران فى شركة نفط مشتركة بينهما منذ 1999
مع كل دوائر الأخبار المتداخلة. تبقى دائرتان معلقتان، يكشفان عجزا لدينا، الأولى دائرة صناعة الأخبار بالأحزاب المصرية، لازالت تقف عند نقطة الصفر، تفشل الأحزاب فى إعلان قائمة موحدة، والثانية دائرة أزمة أنابيب البوتاجاز، لا تزال الطوابير منتشرة فى الشوارع ولا تزال وعود الحكومة بالحل مستمرة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة