أكرم القصاص

فاتن حمامة وسر التكرار والسياسة

الإثنين، 19 يناير 2015 07:46 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يظل النجم أو الفنان على قيد الحياة من دون أن يذكره أحد، فما أن يرحل حتى تبدأ عملية ذكر للفنان ومآثره وأهميته، نقول هذا بمناسبة رحيل سيدة الشاشة فاتن حمامة التى تمثل مع جيلها من الفنانين الكبار صورة للفن المصرى فى أعلى صوره، وإن كانت سيدة الشاشة ممن حصلوا على التكريم أثناء حياتهم، إلا أنها نسيت قبل رحيلها.

فاتن حمامة كانت خلال السنوات الأخيرة تحرص على الابتعاد عن الكاميرات وتتحدث قليلا، وكان هناك من يسعى لاستنطاقها فى السياسة، وكانت مثل غيرها لديها آراء قد تختلف مع البعض وتختلف مع آخرين. وغالبا ما كانت آراء فاتن حمامة فى السياسة تثير ردود أفعال غاضبة من ناصريين أو تأييدا من ساداتيين. بينما الأكثر واقعية أن يكون الحكم على الفنان من أعماله وطريقة أدائه وليس من آرائه أو طبيعة الدور الذى يقدمه. كثيرا ما كان البعض يخلط بين الفنان والأدوار التى يؤديها، بينما الدور نفسه للمؤلف وليس للممثل أو حتى المخرج. ولا يعنى اختيار دور الشر أن الفنان شرير أو العكس.

بالنسبة لأدوارها بدت فاتن حمامة كأنها حبست من بعض المخرجين فى دور البنت المظلومة أو المقهورة أو الرومانسية، وبالفعل أجادت فى هذه الأدوار وكانت تقاوم التنوع، أو ترفض أدوار الشر، باستثناءات، ومنها دورها فى «لا أنام» الذى انتهى بصورتها الرومانسية النادمة، وحتى عندما صرخت فى «الخيط الرفيع» بعبارة «يا ابن الكلب» كانت انقلابا فى أدوارها. وكما روى الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة ترددت فاتن حمامة فى قبول دورها فى «ضمير أبلة حكمت» لأن عكاشة كان يميل إلى أدوار واقعية متعددة الوجوه، وخشيت أن تقدم مسلسلا لأول مرة بالتليفزيون، وأبدت خشية من بعض مناطق الحوار أو السيناريو لخوفها على صورتها التى احتفظ بها الجمهور، لكنها قبلت الدور وقدمت دورا جديدا ومهما، وأيضا مع يحيى الفخرانى فى أرض الأحلام.

فاتن حمامة كانت تحرص على استمرار صورتها «سيدة الشاشة»، وبقيت تدلى بأحاديث تعلن فيها رأيها فى الفن والسياسة، وهو ما أثار انتقادات وردودا ممن تغضبهم آراؤها، بينما هى فى النهاية المهم هو طريقة أدائها لأدوارها.

من المفارقات أن بعض أنصار الصبيانية السياسية، هاجموا فاتن بعد رحيلها بسبب آراء سياسية، متجاهلين أنها فنانة وممثلة وليست سياسية، لكنها السياسة التى أصابت البعض عندنا بفقدان الوزن والاتزان.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة