أبت الولايات المتحدة الأمريكية أن تودع عام 2014 دون أن توجه صفعة جديدة للعرب والمسلمين وتواصل إرهابها فى بقاع الأرض، باستخدامها حق الفيتو لعرقلة المشروع العربى لإقامة الدولة الفلسطينية، ولم تفلح موجة الاعترافات الأوروبية بالدولة الفلسطينية فى كسر غطرسة وعنصرية القرار الأمريكى، ليسدل الستار على سنة كبيسة فى أيامها وأحداثها أيضًا، شهد العالم العربى فيها الكثير من الانكسارات وذابت فيها حدود بعض الدول على يد الدواعش والفصائل والجماعات، وكأن بعض الدول كانت جبالا من الثلج تنتظر أن يطلع عليها الشمس لتذوب فى الصراعات وتسبح فى الدماء، وليست كيانات دولية وقوة حقيقية تحميها جيوش نظامية وتزأر المنظمات العالمية من أجل دعمها والحفاظ على كيانها.
مسلسل الإرهاب الأمريكى ضد العرب والمسلمين لم يكن وليد اللحظة، بل يعتبر أطول من مسلسل الضوء الهادى، الذى ظل يعرض لمدة 72 عاما على قنوات التلفزة الأمريكية.. فقد استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو 88 مرة منذ نشأة منظمة الأمم المتحدة فى عام 1945 من بينهم 73 مرة تتعلق بالصراع العربى الفلسطينى، منهم 31 مرة ضد إقامة الدولة الفلسطينية وحقوق شعبها و42 مرة للدفاع عن استبداد الكيان الصهيونى ووقف مشاريع وقرارات لصالح العرب والمسلمين والفلسطنيين، وكأن حق الفيتو صنع خصيصًا لاستخدامه من قبل أمريكا ضد الفلسطينيين واستمرارًا لبقاء القدس الشريف أسيرا فى يد المحتلين.
وسط الانكسارات، التى تحيط بالمنطقة وسقوط العديد من الدول فى يد العصابات، والإرهاب الأمريكى، الذى تمارسه الإدارة الأمريكية كانت هناك بعض الأعمال، التى توقد شموع الأمل فى نفوس البشر، فى مقدمتها البرلمانات الأوروبية، التى أثبتت أنها أكثر حضارة ورقيًا وديمقراطية ودفاعا عن الحقوق ونصرة للمظلومين حول العالم، حيث شهد العام الماضى تصويت 8 برلمانات من دول أوروبا على إقامة الدولة الفلسطينية فى مقدمتها فرنسا وبريطانيا وإسبانيا والبرتغال والسويد، التى كانت أول المعترفين بالدولة الفلسطينية، كذلك وافقت الأغلبية فى البرلمان الأوروبى 498 عضوا على إقامة الدولة واعتراض 88، وامتنع 111 عن التصويت، خلال الاقتراع الذى جرى فى شهر ديسمبر الماضى، ولكن يبدو أن إرادات الشعوب يتم تزييفها والتلاعب فيها دائما لصالح عنصرية بعض الدولة وغطرسة بعض الحكام لضمان السيطرة على العالم وحفاظًا على الكيان الصهيونى.
لعنة التفتيت ضربت بعض الدول خارج الوطن العربى خلال 2014، فقد انشطرت أوكرانيا عن فلذات أكبادها وتحولت من الدرع الواقى لروسيا إلى سلاح تستخدمه أوروبا وأمريكا فى عرقلة التقدم الروسى الجامح، بالرغم أن أوكرانيا كانت موضع القلب من الجسد بالنسبة لروسيا، ولكن سحر الإعلام الغربى والأمريكى نجح فى تغيير أمزجة المواطن الأوكرانى، وفك ارتباطه الوثيق بعهده القديم مع الروس، فهل سيكون العام الجديد استمرارا لهذا النزيف وحلقة جديدة فى مسلسل القتل والتشريد والتفتيت، أم سيشهد نهاية العصابات والطوائف فى اليمن وليبيا وسوريا والعراق وبناء مجتمعات قائمة على المحبة والسلام تسعى لتنمية شعوبها واستغلال ثرواتها وتوفير الحياة الكريمة لأبنائها، نتمنى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة